إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون
ثم نزل في
أبي جهل : أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ، ثم قال جل وعز :
إنما تنذر من اتبع الذكر القرآن
وخشي الرحمن وخشي عذاب الرحمن
بالغيب ولم يره
فبشره بمغفرة لذنوبهم
وأجر كريم وجزاء حسن في الجنة.
إنا نحن نحي الموتى في الآخرة
ونكتب ما قدموا في الدنيا في حياتهم
[ ص: 83 ] من خير أو شر عملوه
وآثارهم ما استنوه من سنة خير أو شر فاقتدي به من بعد موتهم ، وإن كان خيرا فله مثل أجر من عمل به ، ولا ينقص من أجورهم شيء ، وإن كان شرا فعليه مثل وزر من عمل به ولا ينقص من أوزارهم شيء ، فذلك قوله عز وجل :
ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ثم قال جل وعز :
وكل شيء من الأعمال
أحصيناه بيناه
في إمام مبين كل شيء عملوه في اللوح المحفوظ.
واضرب لهم مثلا وصف لهم يا
محمد ، شبها لأهل
مكة في الهلاك
أصحاب القرية أنطاكية إذ جاءها المرسلون .
إذ أرسلنا إليهم اثنين تومان وبولس فكذبوهما فعززنا بثالث فقوينا يعني فشددنا الرسولين بثالث حين صدقهما بتوحيد الله ، وحين أحيا الجارية وكان اسمه
شمعون وكان من الحواريين وكان وصي
عيسى ابن مريم فقالوا إنا إليكم مرسلون فكذبوهما ، ولو فعلت ذلك بكم يا أهل
مكة لكذبتم ، فقال
شمعون للملك : أشهد أنهما رسولان أرسلهما ربك الذي في السماء ، فقال الملك
لشمعون : أخبرني بعلامة ذلك ؟ فقال
شمعون : إن ربي أمرني أن أبعث لك ابنتك ، فذهبوا إلى قبرها ، فضرب القبر برجله ، فقال : قومي بإذن إلهنا الذي في السماء ، الذي أرسلنا إلى هذه القرية ، واشهدي لنا على والدك ، فخرجت الجارية من قبرها ، فعرفوها فقالت : يا أهل القرية آمنوا بهؤلاء الرسل ، وإني لأشهد أنهم أرسلوا إليكم ، فإن سلمتم يغفر لكم ربكم ، وإن أبيتم ينتقم الله منكم ، ثم قالت
لشمعون : ردني إلى مكاني فإن القوم لن يؤمنوا لكم ، فأخذ
شمعون قبضة من تراب قبرها فوضعها على رأسها ، ثم قال : عودي مكانك ، فعادت ، فلم يؤمن منهم غير
حبيب النجار ، كان من بني إسرائيل ، وذلك أنه حين سمع بالرسل جاء مسرعا فآمن وترك عمله ، وكان قبل إيمانه مشركا
قالوا فقال القوم للرسل :
ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون وكان فعل
شمعون من
الحواريين فقال
شمعون : إنا إليكم مرسلون ، أرسلنا إليكم ربكم الذي في السماء. ما أنتم إلا بشر مثلنا ، ما نرى لكم علينا من فضل في شيء وما أنزل الرحمن من شيء ، وما أرسل الرحمن من أحد يعني لم يرسل رسولا ، الآية.