لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الرابعة ) : في بعض فضائل البسملة ، في ذلك أحاديث وآثار كثيرة جدا ، قال الزهري في قوله - تعالى : ( وألزمهم كلمة التقوى ) ، هي بسم الله الرحمن الرحيم . وروى الإمام [ ص: 35 ] أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره بسنده ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : " هو اسم من أسماء الله - تعالى - وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب " . وكذلك رواه أبو بكر بن مردويه ، وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والحاكم في المستدرك ، واللفظ للنسائي ، عن أبي المليح - واسمه عامر وقيل زيد - بن أسامة بن عمير ، عن أبيه - رضي الله عنه - قال : كنت رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعثر بعيرنا ، فقلت : تعس الشيطان ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " لا تقل تعس الشيطان ، فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت ، ويقول : بقوتي صرعته ، ولكن قل : بسم الله ، فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب " . وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر ، فليقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، فإنها تسعة عشر حرفا ، فيجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم . ذكره ابن عطية والقرطبي وابن كثير في تفاسيرهم ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عنه . قال أبو القاسم الجنيد بن محمد - قدس سره : في بسم الله هيبته ، وفي الرحمن عزته ، وفي الرحيم مودته . وفضائل البسملة غير محصورة ، وأدلة شرفها مشهورة .

التالي السابق


الخدمات العلمية