لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( ( فصل ) )

في ذكر الصحابة الكرام بطريق الإجمال ، وبيان مزاياهم على غيرهم ، والتعريف بما يجب لهم من المحبة ، والتبجيل والترضي ، والتفضيل على سائر [ ص: 377 ] الأمة ، وتقبيح من آذاهم وشناهم ، والكف عما جرى بينهم مما لعله لم يصح عنهم ، وما صح فله تأويلات سائغة ، وإذا كان لأحد منهم هنات تقع مكفرة مستهلكة في عظيم حسناتهم وجسيم مجاهداتهم ، ثم التابعين لهم بإحسان

ولهذا قال :

( ( وليس في الأمة كالصحابة في الفضل والمعروف والإصابة ) )



( ( وليس في الأمة ) ) المحمدية المفضلة على سائر الأمم بأفضلية نبيها - صلى الله عليه وسلم - ، وأفضلية ما جاء به الذكر الحكيم ، والدين القويم ، والصراط المستقيم ، فيكون الصحابة أفضل خلق الله تعالى بعد أنبياء الله تعالى ورسله ، ( ( كالصحابة ) ) الكرام الذين فازوا بصحبة خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ، وتقدم في صدر الكتاب تعريف الصحابة ، وطريق ثبوت الصحبة ، وبيان عدالة الصحابة ، وبيان عدتهم ودرجاتهم ، فمعتمد القول عند أئمة السنة أن الصحابة - رضوان الله عليهم - كلهم عدول بالكتاب والسنة وإجماع أهل الحق المعتبرين ، قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) قيل : اتفق المفسرون أن ذلك في الصحابة ، لكن الخلاف في التفاسير مشهور ، ورجح كثير عمومها في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وكذلك قوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) وهذا خطاب للموجودين حينئذ ، وقال تعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) الآيات ، فليس في سائر الأمة المحمدية مثل الصحابة الكرام ، ( ( في الفضل ) ) بشاهد ما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - : " لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " . وهذا وإن ورد على سبب ، وهو ما جرى بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد - رضي الله عنهما - ، فالعبرة بعموم اللفظ ، ولا ينافي ذلك كون الخطاب لأصحابه ، فإن المراد لا يسب غير أصحابي أصحابي ، ولا يسب بعضهم بعضا ، فالمراد النهي عن حصول السب لهم مطلقا ، وقوله : إن أحدكم بالخطاب يمكن حمله على أن المراد من جاء من غيرهم ينزل نفسه منزلتهم ، وقد يأتي الخطاب لقوم تعريضا بغيرهم كثيرا اعتمادا على القرائن وهذا الموضع منه ، والنصيف أحد اللغات الأربع [ ص: 378 ] في النصف ، فإنه يقال : نصف بكسر النون وفتحها وضمها ونصيف بفتح النون وزيادة الياء ، والمعنى لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ ثوابه في ذلك نفقة أصحابي في مد ولا نصف مد ، لأن إنفاقهم كان في نصرته - صلى الله عليه وسلم - وحمايته ، وذلك معدوم بعده ، فتضمن ذلك أفضليتهم على غيرهم مطلقا ، وأن فضيلة نفقتهم على نفقة غيرهم باعتبار ذواتهم . وفي الصحيحين وغيرهما عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم - قال عمران : فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة - ثم إن بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن - زاد في رواية - ، ويحلفون ولا يستحلفون " . ورواه أبو داود ولفظه : " خير أمتي الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم " والله أعلم . أذكر الثالث أم لا ، الحديث ، ورواه النسائي بنحوه ، ورواه الشيخان من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - ، ورواه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه وفيه : والله أعلم أذكر الثالث أم لا . وأخرجه مسلم أيضا من حديث عائشة - رضي الله عنها - .

وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يبلغ الحاضر الغائب الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ، ومن يأخذه الله فيوشك أن لا يفلته " . وأخرج الترمذي أيضا من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا : لعنة الله على شركم " . وأخرج مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت لعروة بن الزبير : يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسبوهم . وأخرج الترمذي من حديث بريدة - رضي الله عنه - قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث لهم نورا وقائدا يوم القيامة " . وذكر سعيد بن المسيب - رحمه الله تعالى - أن عمر بن [ ص: 379 ] الخطاب - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " سألت ربي عن اختلاف أصحابي من بعدي ، فأوحى إلي يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء ، بعضها أقوى من بعض ، ولكل نور ، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى " . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " . ذكره في جامع الأصول .

( ( و ) ) ليس في الأمة كالصحابة الكرام في ( ( المعروف ) ) وهو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله ، والتقرب إليه ، والإحسان إلى الناس ، وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات ، وهو من الصفات الغالبة أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه ، والمعروف النصفة ، وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس ، ضد المنكر في ذلك جميعه وفي حديث : " أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " . أي من بذل معروفه للناس في الدنيا آتاه الله جزاء معروفه في الآخرة ، وقيل : أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفعه الله في أهل التوحيد في الآخرة ، وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في معنى ذلك قال : يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم ، وتبقى حسناتهم جامة ، فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته ، فيغفر له ، ويدخل الجنة ، فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة . ولا يرتاب أحد من ذوي الألباب أن الصحابة الكرام هم الذين حازوا قصبات السبق ، واستولوا على معالي الأمور من الفضل والمعروف والصدق ، فالسعيد من اتبع صراطهم المستقيم ، واقتفى منهجهم القويم ، والتعيس من عدل عن طريقهم ، ولم يتحقق بتحقيقهم ، فأي خطة رشد لم يستولوا عليها ؟ وأي خصلة خير لم يسبقوا إليها ؟ تالله لقد وردوا ينبوع الحياة عذبا صافيا زلالا ، ووطدوا قواعد الدين والمعروف فلم يدعوا لأحد بعدهم مقالا ، فتحوا القلوب بالقرآن والذكر والإيمان ، والقرى بالسيف والسنان وبذل النفوس النفيسة في مرضاة الرحيم الرحمن ، فلا معروف إلا ما عنهم عرف ، ولا برهان إلا ما بعلومهم كشف ، ولا سبيل نجاة إلا ما سلكوه ، ولا خير سعادة [ ص: 380 ] إلا ما حققوه وحكوه ، فرضوان الله تعالى عليهم ما تحلت المجالس بنشر ذكرهم ، وما تنمقت الطروس بعرف مدحهم وشكرهم .

( ( و ) ) ليس في الأمة أيضا كالصحابة - رضي الله عنهم - في ( ( الإصابة ) ) للحكم المشروع والهدي المتبوع ، فهم أحق الأمة بإصابة الحق والصواب ، وأجدر الخلق بموافقة السنة والكتاب ، ويشهد لهذا ما رواه الإمام أحمد وغيره عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : من كان متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هديا ، وأحسنها حالا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ، وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوا آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم . فأحق الأمة بإصابة الصواب أبرها قلوبا ، وأعمقها علوما ، وأقومها هديا من غير شك ولا ارتياب .

وروى أبو داود الطيالسي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : إن الله نظر في قلوب العباد ، فنظر قلب محمد خير قلوب العباد ، فبعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فاختارهم لصحبة نبيه ، ونصرة دينه ، فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح .

فخير قلوب العباد أحق الخلق بإصابة الصواب ، فكل خير وإصابة وحكمة وعلم ومعارف ومكارم إنما عرفت لدينا ، ووصلت إلينا من الرعيل الأول ، والسرب الذي عليه المعول ، فهم الذين نقلوا العلوم والمعارف عن ينبوع الهدى ومنبع الاهتدا ، وفي حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : " وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة " . رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه . قال الترمذي : حديث حسن صحيح . وقال الحافظ أبو نعيم : حديث جيد صحيح ، فدل الحديث على أن سنة الخلفاء الراشدين متبعة كاتباع سنته - صلى الله عليه وسلم - ، بخلاف غيرهم من ولاة الأمور . وأخرج الإمام أحمد والترمذي عن حذيفة - رضي الله عنه - قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوسا فقال : " إني [ ص: 381 ] لا أدري ما قدر بقائي فيكم ، فاقتدوا بالذين من بعدي ، - وأشار إلى أبي بكر وعمر - وتمسكوا بعهد عمار ، وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه " . وفي رواية وتمسكوا بعهد ابن أم عبد ، واهتدوا بهدي عمار ، فنص - صلى الله عليه وسلم - في آخر عمره على من يقتدى به من بعده ، والخلفاء الراشدون الذين أمر بالاقتداء بهم هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - ، فإن في حديث سفينة - رضي الله عنه - : " الخلافة بعدي ثلاثين سنة ثم تكون ملكا " . وصححه الإمام أحمد وغيره وتقدم ، فكل ما اجتمع عليه الصحابة مما أجمعوا عليه ، أو جمعهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عليه فاجتمعوا فهو الحق لا شك فيه ، ولو خالف فيه من بعد ذلك من خالف ، ومن ثم نحتج بقول الصحابي حيث لا نص نبوي ، إن لم يخالف فيه مثله على معتمد المذهب ، وأخرج أبو يعلى الموصلي عن أنس - رضي الله عنه - : " مثل أصحابي مثل الملح في الطعام لا يصلح الطعام إلا بالملح " .

وعلى كل حال لا يرتاب ذوو الألباب من ذوي الأفاضل أن الصحابة الكرام حازوا قصبات السبق بصحبة خير الأنام ، واستولوا على الأمد ، فلا مطمع لأحد من الأمة بعدهم في اللحاق ، ولكن المبرز من اتبع صراطهم المستقيم ، واقتفى منهاجهم القويم ، والمتخلف من عدل عن طريقتهم ذات اليمين وذات الشمال ، فذاك المنقطع التائه في بيداء المهالك والضلال . وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " مثل أصحابي كمثل الملح في الطعام " . يعني كما أن الملح صلاح الطعام فأصحابي صلاح الأنام ، قال في ( إعلام الموقعين ) : كما أن الملح به صلاح الطعام ، فالصواب به صلاح الأنام ، فلو أخطأ الصحابة فيما أفتوا به لاحتاج ذلك إلى ملح يصلحه ، فإذا أفتى من بعدهم بالحق كان قد أصلح خطأهم فكان ملحا لهم . انتهى . أي والحال أنهم هم الملح المصلح ، فكيف يكون غيرهم مصلحا لهم ؟ فهذا خلف . وروى الطبراني وأبو نعيم وغيرهما عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - أنه قال : يا معشر القراء خذوا طريق من كان قبلكم ، فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم بعيدا . قال في إعلام الموقعين : ومن المحال أن يكون الصواب في غير طريق من سبق إلى كل خير على الإطلاق . وقال [ ص: 282 ] فيه أيضا : من تأمل المسائل الفقهية ، والحوادث الفرعية ، وتدرب بمسالكها ، وتصرف في مداركها وسلك سبلها ذللا ، وارتوى من موردها عللا ونهلا ، علم قطعا أن كثيرا منها قد يشتبه فيها وجوه الرأي ، بحيث لا يوقف فيها بظاهر مراد ، أو قياس صحيح تنشرح له الصدور ، وينثلج له الفؤاد ، بل تتعارض فيها الظواهر والأقيسة على وجه يقف المجتهد في أكثر المواضع حتى لا يبقى للظن رجحان بين ، لا سيما إذا اختلف الفقهاء ، فإن عقولهم من أكمل العقول وأوفرها ، فإذا تلددوا وتوقفوا ، ولم يتقدموا ولم يتأخروا لم يكن ذلك وفي المسألة طريقة واضحة ، ولا حجة لائحة ، فإذا وجد فيها قولا لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين هم سادات الأمة ، وقدوة الأئمة ، وأعلم الناس بكتاب ربهم ، وسنة نبيهم ، وقد شاهدوا التنزيل ، وعرفوا التأويل ، ونسبة من بعدهم في العلم إليهم نسبتهم إليهم في الفضل والدين ، كان الظن والحالة هذه بأن الصواب في وجهتهم ، والحق في جانبهم من أقوى الظنون ، وهو أقوى من الظن المستفاد من كثير من الأقيسة ، هذا مما لا يمتري فيه عاقل منصف ، وكان الرأي الذي يوافق رأيهم هو الرأي السديد الذي لا رأي سواه ، وإذا كان المطلوب في الحادثة إنما هو ظن راجح ، ولو استند إلى استصحاب ، أو قياس علة ، أو دلالة ، أو شبه ، أو عموم ، أو خصوص ، أو محفوظ مطلق ، أو وارد على سبب ، فلا شك أن الظن الذي يحصل لنا بقول الصحابي الذي لم يخالف ، أرجح من كثير من الظنون المستندة إلى هذه الأمور أو أكثرها .

فظهر بهذا أن الصحابة - رضي الله عنهم - أولى الأمة بالإصابة فيما ثبت عنهم ، فإنهم - رضي الله عنهم - كانوا أبر قلوبا ، وأعمق علما ، وأقل تكلفا ، وأقرب إلى أن يوفقوا إلى الصواب من غيرهم ، لما خصهم الله به من توقد الأذهان ، وفصاحة اللسان ، وسعة العلم ، وسهولة الأخذ ، وحسن الإدراك وسرعته ، وقلة المعارض أو عدمه ، وحسن القصد ، وتقوى الرب ، فالعربية طريقتهم وسليقتهم ، والمعاني الصحيحة مركوزة في فطرهم وعقولهم ، ولا حاجة بهم إلى النظر في الإسناد ، وأحوال الرواة ، وعلل الحديث ، والجرح والتعديل ، ولا إلى النظر في قواعد الأصول ، وأوضاع الأصوليين ، فقد أغنوا عن ذلك كله ، فليس في حقهم إلا أمران : أحدهما قال الله تعالى كذا وقال [ ص: 383 ] رسوله كذا ، والثاني معناه كذا وكذا ، وهم أسعد الناس بهاتين المقدمتين ، وأحظى الأمة بهما ، فقواهم متوافرة مجتمعة عليهما ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية