صفحة جزء
سورة الممتحنة .

869 - حدثنا يموت ، بإسناده عن ابن عباس،: "أنها نزلت بالمدينة" فيها أربع آيات أولاهن قوله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم لأهل العلم فيها أربعة أقوال منهم من قال: هي منسوخة .

ومنهم من قال: هي مخصوصة في الذين آمنوا ولم يهاجروا .

ومنهم من قال: هي في حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم ومن بينه وبينه عهد لم يقضه .

ومنهم من قال: هي عامة محكمة .

[ ص: 67 ] فممن قال: هي منسوخة قتادة.

870 - قال أبو جعفر: كما حدثنا أحمد بن محمد بن نافع ، قال: حدثنا سلمة ، قال: حدثنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم قال: " نسخها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .

" والقول الثاني قول مجاهد قال:

871 - " الذين لم يقاتلوكم في الدين الذين آمنوا وأقاموا بمكة ولم يهاجروا".

والقول الثالث قول أبي صالح قال:

872 - "هم خزاعة".

873 - وقال الحسن: "هم خزاعة وبنو الحارث بن عبد مناف" أن تبروهم وتقسطوا إليهم قال: توفوا لهم بالعهد الذي بينكم وبينهم.

[ ص: 68 ] والقول الرابع: إنها عامة محكمة قول حسن بين وفيه أربع حجج منها: أن ظاهر الآية يدل على العموم، ومنها: أن الأقوال الثلاثة مطعون فيها،؛ لأن قول قتادة إنها منسوخة قد رد عليه؛ لأن مثل هذا ليس بمحظور، وأن قوله تعالى: فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ليس بعام لجميع المشركين ولا هو على ظاهره فيكون كما قال قتادة وإنما هو مثل قوله تعالى: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ثم ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم القطع في ربع دينار فصاعدا فصارت الآية لبعض السراق؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم المبين عن الله جل ثناؤه فكذا فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم قد خرج أهل الكتاب إن أدوا الجزية، وخرج منه الرسول بسنة النبي صلى [ ص: 69 ] الله عليه وسلم كما قال أبو وائل ، عن عبد الله بن مسعود:.

874 - كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وافاه رسولان من مسيلمة فقال لهما: "أتشهدان أني رسول الله؟" فقالا : أتشهد أنت أن مسيلمة رسول الله؟ قال: "آمنت بالله وبرسوله لولا أن الرسول لا يقتل لقتلتكما" ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل العسيف" فهذا كله خارج من الآية

التالي السابق


الخدمات العلمية