1379 -
العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث [بن حيي بن الحارث ] بن بهثة بن سليم السلمي ، يكنى
nindex.php?page=showalam&ids=17647أبا الفضل ، وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=19499أبا الهيثم . أسلم قبل فتح
مكة بيسير ، وكان
مرداس أبوه شريكا ومصافيا
لحرب بن أمية ، وقتلتهما جميعا الجن ، وخبرهما معروف عند أهل الأخبار .
وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم ، فهاموا ولم يوجدوا ، ولم يسمع لهم بأثر :
طالب بن أبي طالب ، وسنان بن حارثة ، ومرداس بن أبي عامر : أبو عباس [بن مرداس ] .
وكان عباس بن مرداس من المؤلفة قلوبهم ، وممن حسن إسلامه منهم ، ولما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم من سبي حنين [الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن ] مائة مائة من الإبل ، ونقص طائفة من المائة ، منهم عباس بن مرداس ، جعل
عباس بن مرداس يقول - إذا لم يبلغ به من العطاء ما بلغ
بالأقرع بن حابس وعيينة بن حصن [ ص: 818 ] .
أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع فما كان حصن ولا حابس
يفوقان مرداس في مجمع وما كنت دون امرئ منهما
ومن تضع اليوم لا يرفع وقد كنت في القوم ذا تدرأ
فلم أعط شيئا ولم أمنع فصالا أفائل أعطيتها
عديد قوائمها الأربع وكانت نهابا تلافيتها
بكري على المهر في الأجرع وإيقاظي القوم أن يرقدوا
إذا هجع الناس لم أهجع
وفى رواية
ابن عقبة ، nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق : إلا أفائل أعطيتها . والذي في الأصل هو
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن
عمرو بن سعيد بن مسروق ، عن
أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=19871عباية بن رفاعة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=46رافع بن خديج . ورواية
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أيضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اذهبوا فاقطعوا عني لسانه ، فأعطوه حتى رضي ، وكان شاعرا محسنا مشهورا بذلك .
وروي أن
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان قال يوما ، وقد ذكروا الشعراء في الشجاعة ، فقال : أشجع الناس في الشعر
عباس بن مرداس ، حيث يقول :
أقاتل في الكتيبة لا أبالي أحتفي كان فيها أم سواها
وله في يوم
حنين أشعار
حسان ، ذكر كثيرا منها
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، ومنها قوله ، وهو من جيد قوله في ذلك
[ ص: 819 ] .
ما بال عينك فيها عائر سهر مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر
عين أقاد بها من شوقها أرق فالماء يغمرها طورا وينحدر
كأنه نظم در عند ناظمه تقطع السلك منه فهو منتثر
يا بعد منزل من ترجو مودته ومن أتى دونه الصمان والحفر
دع ما تقدم من عهد الشباب فقد ولى الشباب وجاء الشيب والذعر
واذكر بلاء سليم في مواطنها وفي سليم لأهل الفخر مفتخر
في شعر مطول مذكور في المغازي في
حنين .
ومن قوله المستحسن :
جزى الله خيرا خيرنا لصديقه وزوده زادا كزاد أبي سعد
وزوده صدقا وبرا ونائلا وما كان في تلك الوفادة من حمد
وهو القائل :
يا خاتم النباء إنك مرسل بالحق كل هدى السبيل هداكا
إن الإله بنى عليك محبة في خلقه ومحمدا سماكا
وكان
عباس بن مرداس ممن حرم الخمر في الجاهلية ، وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق ، وعثمان بن مظعون ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان بن عفان ، nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ، nindex.php?page=showalam&ids=21440وقيس بن عاصم ، وحرمها قبل هؤلاء
عبد المطلب بن هاشم ، وعبد الله بن جدعان ، وشيبة بن ربيعة ، وورقة بن نوفل ، والوليد بن [ ص: 820 ] المغيرة ، وعامر بن الظرب ، ويقال هو أول من حرمها في الجاهلية على نفسه .
ويقال : بل
عفيف بن معديكرب العبدي .
كان
عباس بن مرداس ينزل بالبادية بناحية
البصرة . روى عنه ابنه
كنانة بن عباس .