لا تعدمن رجلا أحلك بغضه نجران في عيش أجد أثيم
فلما بلغ ذلك ابن الزبعرى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه، واعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل عذره، ثم شهد ما بعد الفتح من المشاهد.يا رسول المليك، إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور
إذ أجاري الشيطان في سنن الغي أنا في ذاك خاسر مثبور
يشهد السمع والفؤاد بما قلت ونفسي الشهيد وهي الخبير
إن ما جئتنا به حق صدق ساطع نوره مضيء منير
جئتنا باليقين والصدق والبر وفي الصدق واليقين السرور
أذهب الله ضلة الجهل عنا وأتانا الرخاء والميسور
سرت الهموم بمنزل السهم إذ كن بين الجلد والعظم
ندما على ما كان من زلل إذ كنت في فتن من الإثم
حيران يعمه في ضلالته مستوردا لشرائع الظلم
عمه يزينه بنو جمح وتوازرت فيه بنو سهم
فاليوم آمن بعد قسوته عظمي، وآمن بعده لحمي
لمحمد ولما يجيء به من سنة البرهان والحكم
منع الرقاد بلابل وهموم والليل معتلج الرواق بهيم
مما أتاني أن أحمد لامني فيه، فبت كأنني محموم
يا خير من حملت على أوصالها عيرانة سرح اليدين غشوم
إني لمعتذر إليك من التي أسديت إذ أنا في الضلال أهيم
أيام تأمرني بأغوى خطة سهم، وتأمرني بها مخزوم
وأمد أسباب الهوى ويقودني أمر الغواة وأمرهم مشئوم
فاليوم آمن بالنبي محمد قلبي ومخطئ هذه محروم
مضت العداوة وانقضت أسبابها وأتت أواصر بيننا وحلوم
فاغفر فدى لك والدي كلاهما وارحم فإنك راحم مرحوم
وعليك من سمة المليك علامة نور أغر وخاتم مختوم
أعطاك بعد محبة برهانه شرفا وبرهان الإله عظيم