صفحة جزء
1603 - عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، ابن أخي عبد الله بن مسعود، وذكره العقيلي في الصحابة فغلط، وإنما هو تابعي من كبار التابعين بالكوفة، هو والد عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الفقيه المدني الشاعر، شيخ ابن شهاب، استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه. روى عنه ابنه عبيد الله بن عبد الله، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، ومحمد بن سيرين، وعبد الله بن معبد الذماري، وروى عنه ابنه حمزة بن عبد الله بن عتبة، قال: أذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأسي.

وذكره البخاري في التابعين، وإنما ذكره العقيلي في الصحابة لحديث حدثه به محمد بن إسماعيل الصائغ، عن سعيد بن منصور، عن جزء بن معاوية أخي زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي نحوا من ثمانين رجلا، منهم ابن مسعود، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن عرفطة، وأبو موسى الأشعري، وعثمان بن مطعون، فقال جعفر: أنا خطيبكم اليوم. ثم قال: إن الله بعث فينا رسولا، وأمرنا ألا نسجد لأحد إلا الله، وأمرنا بالصلاة والزكاة ... وساق الحديث.

قال أبو عمر: ولو صح هذا الحديث لثبتت به هجرة عبد الله بن عتبة إلى أرض الحبشة، ولكنه وهم وغلط، والصحيح فيه أن أبا إسحاق رواه عن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، ونحن نحو من ثمانين رجلا منهم ابن مسعود، وجعفر بن أبي طالب . . . وساق [ ص: 946 ] الحديث. ولعل الوهم أن يكون دخل على من قال ذلك لما في الحديث منهم ابن مسعود، وليس يشكل عند أحد من أهل هذا الشأن أن عبد الله بن عتبة ليس ممن أدرك الهجرة إلى النجاشي، ولا كان يومئذ مولودا، والله أعلم، ولكنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأتي به فمسحه بيده ودعا له.

وذكر محمد بن خلف، عن وكيع، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا حمزة وفضل ابنا عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، قالا: حدثتنا أم عبد الله بنت حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن جدتها، وكانت أم ولد عبد الله بن عتبة، قالت: قلت لسيدي عبد الله بن عتبة: أي شيء تذكر من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أذكر أنني غلام خماسي أو سداسي أجلسني النبي صلى الله عليه وسلم في حجره، ومسح على وجهي، ودعا لي ولذريتي بالبركة.

التالي السابق


الخدمات العلمية