1612 -
عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو عبد الرحمن، قد بلغنا في نسبه عند ذكر أبيه. أمه وأم أخته
حفصة - زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحي، أسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم. وقد قيل: إن إسلامه كان قبل إسلام أبيه، ولا يصح. وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ينكر ذلك.
وأصح من ذلك قولهم: إن هجرته كانت قبل هجرة أبيه، واجتمعوا أنه لم يشهد بدرا، واختلف في شهوده أحدا، والصحيح أن أول مشاهده الخندق.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي: كان
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر يوم بدر ممن لم يحتلم، فاستصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم ورده، وأجازه يوم أحد. ويروى عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رده يوم أحد، لأنه كان ابن أربع عشرة سنة، وأجازه يوم الخندق، وهو ابن خمس عشرة.
وقد روي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع على الوجهين جميعا، وشهد الحديبية، وقال بعض أهل السير: إنه أول من بايع يومئذ، ولا يصح، والصحيح أن من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية تحت الشجرة بيعة الرضوان
أبو سنان الأسدي. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة، عن
ابن أبي نجيح، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، قال: أدرك
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الفتح، وهو ابن عشرين سنة - يعني فتح
مكة [ ص: 951 ] .
وكان رضي الله عنه من أهل الورع والعلم، وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه، وكل ما يأخذ به نفسه، وكان لا يتخلف عن السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كان بعد موته مولعا بالحج قبل الفتنة، وفي الفتنة، إلى أن مات، ويقولون: إنه كان من أعلم الصحابة بمناسك الحج.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجه nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة بنت عمر: إن أخاك عبد الله رجل صالح لو كان يقوم من الليل، فما ترك nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بعدها قيام الليل.
وكان رضي الله عنه لورعه قد أشكلت عليه حروب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه، وقعد عنه، وندم على ذلك حين حضرته الوفاة، وسنذكر ذلك في آخر الباب إن شاء الله تعالى.
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16670عمر بن شبة، قال: حدثنا
عمر بن قسيط، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11916أبو المليح الرقي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه دخل عليه رجل فسأله عن تلك المشاهد، فقال: كففت يدي، فلم أقدم، والمقاتل على الحق أفضل.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله: ما منا أحد إلا مالت به الدنيا، ومال بها، ما خلا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وابنه عبد الله.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران: ما رأيت أورع من
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، ولا أعلم من
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، قال: بلغ
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ستا وثمانين سنة، وأفتى في الإسلام ستين سنة، ونشر نافع عنه علما جما.
أنبأنا
عبد الرحمن، قال: حدثنا
أحمد، حدثنا
الديلي، حدثنا
عبد الحميد [ ص: 952 ] بن صبيح، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17411يوسف بن الماجشون، عن أبيه وغيره أن
nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم دخل في نفر على
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بعد ما قتل
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان، فعرضوا عليه أن يبايعوا له، قال: وكيف لي بالناس؟ قال: تقاتلهم ونقاتلهم معك. فقال: والله لو اجتمع علي أهل الأرض إلا أهل
فدك ما قاتلتهم. قال: فخرجوا من عنده
ومروان يقول:
والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر: مات
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بمكة سنة ثلاث وسبعين، لا يختلفون في ذلك، بعد قتل
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير بثلاثة أشهر أو نحوها. وقيل: لستة أشهر. وكان أوصى أن يدفن في الحل، فلم يقدر على ذلك من أجل
الحجاج، ودفن
بذي طوى في مقبرة المهاجرين، وكان
الحجاج قد أمر رجلا فسم زج رمح، وزحمه في الطريق ووضع الزج في ظهر قدمه، وذلك أن
الحجاج خطب يوما وأخر الصلاة، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: إن الشمس لا تنتظرك، فقال له
الحجاج: لقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك. قال: إن تفعل فإنك سفيه مسلط. وقيل: إنه أخفى قوله ذلك عن
الحجاج، ولم يسمعه، وكان يتقدم في المواقف بعرفة وغيرها إلى المواضع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم وقف بها، فكان ذلك يعز على
الحجاج، فأمر
الحجاج، رجلا معه حربة يقال: إنها كانت مسمومة، فلما دفع الناس من عرفة لصق به ذلك الرجل، فأمر الحربة على قدمه، وهي في غرز راحلته، فمرض منها أياما، فدخل عليه
الحجاج يعوده، فقال له: من فعل بك يا أبا الرحمن؟ فقال:
ما تصنع به؟ قال: قتلني الله إن لم أقتله. قال: ما أراك فاعلا، أنت الذي أمرت الذي بخسني بالحربة. فقال: لا تفعل يا
أبا عبد الرحمن. وخرج عنه. وروي
[ ص: 953 ] أنه قال
للحجاج - إذ قال له: من فعل بك - قال: أنت الذي أمرت بإدخال السلاح في الحرم، فلبث أياما، ثم مات، وصلى عليه
الحجاج.
حدثنا
أبو القاسم خلف بن القاسم الحافظ، قال: حدثنا
عبد الله عمر بن إسحاق بن معمر الجوهري، قال: حدثنا
أبو جعفر أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، قال: حدثنا
أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12309أسباط بن محمد، قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=20115عبد العزيز بن سياه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، قال: ما آسي على شيء إلا أني لم أقاتل مع
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه الفئة الباغية.
وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن قاسم، حدثنا
ابن الورد، حدثنا
يوسف بن يزيد، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12309أسباط بن محمد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=20115عبد العزيز بن سياه، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت، قال:
قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: ما أجدني آسي على شيء فاتني من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع nindex.php?page=showalam&ids=8علي.
وذكر
أبو زيد عمر بن شبة، قال: حدثنا
أبو القاسم الفضل بن دكين، وأبو أحمد الزبيري، قالا: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=20211عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه قال - حين حضرته الوفاة: ما أجد في نفسي من أمر الدنيا شيئا، إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب.
وقال: حدثنا
أبو أحمد، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=19880عبد الجبار بن العباس، عن
أبي العنبس، عن
أبي بكر بن أبي الجهم، قال: سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يقول: ما آسي على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع
nindex.php?page=showalam&ids=8علي [ ص: 954 ] .