صفحة جزء
1692 - عبد الله ذو البجادين المزني.

هو عبد الله بن عبد نهم، هو عم عبد الله بن مغفل، سمي ذا البجادين لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطته أمه بجادا لها - وهو كساء شقه باثنين، فاتزر بواحد منهما، وارتدى بالآخر.

وقال ابن هشام: إنما سمي ذا البجادين لأنه كان ينازع إلى الإسلام فيمنعه قومه من ذلك ويضيقون عليه حتى تركوه في بجاد له ليس عليه غيره، والبجاد الكساء الغليظ الجافي، فهرب منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان قريبا منه شق بجاده باثنين فاتزر بواحد واشتمل بالآخر. ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل له ذو البجادين لذلك. وخبره أكمل من هذا. وكانت أمه قد سلطت عليه قومه فجردوه طمعا منها أن يبقى معها ولا يهاجر. ومات في عصر النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عمرو بن عوف المزني. وعمرو بن عوف أيضا له صحبة.

ذكر ابن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم التميمي أن عبد الله بن مسعود كان يحدث، قال: قمت في جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. قال: فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، قال: فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات وإذا هم قد حفروا له ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته، وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يدليانه إليه، وهو يقول: أدليا إلي أخاكما.

فدلياه إليه، فلما حناه لشقه قال: اللهم إني قد أمسيت راضيا عنه فارض عنه. قال يقول عبد الله بن مسعود: يا ليتني كنت صاحب الحفرة
[ ص: 1004 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية