وقوله :
قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم
أدخلت العرب الفاء في خبر (إن) لأنها وقعت على الذي ، والذي حرف يوصل ، فالعرب تدخل الفاء في كل خبر كان اسمه مما يوصل مثل : من ، والذي وإلقاؤها صواب ، وهي في
[ ص: 156 ] قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله : " إن الموت الذي تفرون منه ملاقيكم " ، ومن أدخل الفاء ذهب بالذي إلى تأويل الجزاء إذا احتاجت إلى أن توصل ، ومن ألقى الفاء فهو على القياس لأنك تقول : إن أخاك قائم ، ولا تقول : إن أخاك فقائم . ولو قلت : إن ضاربك فظالم كان جائزا لأن تأويل : إن ضاربك ، كقولك : إن من يضربك فظالم ، فقس على هذا الاسم المفرد الذي فيه تأويل الجزاء فأدخل له الفاء .
وقال بعض المفسرين : إن الموت هو الذي تفرون منه ، فجعل الذي في موضع الخبر للموت . ثم قال : ففروا أولا تفروا فإنه ملاقيكم . ولا تجد هذا محتملا في العربية والله أعلم بصواب ذلك .