صفحة جزء
( فصل : وقد دخل في ذلك الإيمان بأنه قريب مجيب ؛ كما جمع بين ذلك في قوله : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب . . الآية ، وقوله صلى الله عليه وسلم : إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق [ ص: 230 ] راحلته ، وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته ؛ فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته ، وهو علي في دنوه ، قريب في علوه ) .


ش قوله : ( وقد دخل في ذلك الإيمان . . ) إلخ ، يجب الإيمان بما وصف الله به نفسه من أنه قريب مجيب ، فهو سبحانه قريب ممن يدعوه ويناجيه ، يسمع دعاءه ونجواه ، ويجيب دعاءه متى شاء وكيف شاء ، فهو تعالى قريب قرب العلم والإحاطة ؛ كما قال تعالى : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ، وبهذا يتبين أنه لا منافاة أصلا بين ما ذكر في الكتاب والسنة من قربه تعالى ومعيته وبين ما فيهما من علوه تعالى وفوقيته .

فهذه كلها نعوت له على ما يليق به سبحانه ، ليس كمثله شيء في شيء منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية