صفحة جزء
الفصل الثامن : في ذكر تفضيله - صلى الله عليه وسلم - في القيامة بخصوص الكرامة

[ حدثنا القاضي أبو علي ، حدثنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، قالا : حدثنا أبو يعلى حدثنا السنجي ، حدثنا ابن محبوب ، حدثنا الترمذي ، حدثنا الحسين بن يزيد الكوفي ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن ليث ، عن الربيع بن أنس ، عن أنس - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا ، وأنا خطيبهم إذا ، وفدوا ، وأنا مبشرهم إذا أيسوا ، لواء الحمد بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ، ولا فخر .

وفي رواية ابن زخر ، عن الربيع بن أنس - في لفظ هذا الحديث : أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا ، وأنا قائدهم إذا وفدوا ، وأنا خطيبهم إذا أنصتوا ، وأنا شفيعهم إذا حبسوا ، وأنا مبشرهم إذا أبلسوا ، لواء الكرم بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ، ولا فخر ، ويطوف علي ألف خادم كأنهم [ ص: 245 ] لؤلؤ مكنون .

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - : وأكسى حلة من حلل الجنة ، ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري .

وعن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وبيدي لواء الحمد ، ولا فخر ، وما نبي يومئذ ، آدم فمن سواه ، إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ، ولا فخر .

وعن أبي هريرة ، عنه - صلى الله عليه وسلم - : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع .

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ، ولا فخر ، وأنا أول شافع ، وأنا أول مشفع ، ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلق الجنة ، فيفتح لي فأدخلها ، ومعي فقراء المؤمنين ، ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين ، والآخرين ، ولا فخر .

وعن أنس : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، وأنا أكثر الناس تبعا .

وعن أنس - رضي الله عنه - ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنا سيد الناس يوم القيامة ، وتدرون بم ذلك ؟ يجمع الله الأولين ، والآخرين ، وذكر حديث الشفاعة .

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : أطمع أن أكون أعظم الأنبياء أجرا يوم القيامة .

وفي حديث آخر : أما ترضون أن يكون إبراهيم ، وعيسى فيكم يوم القيامة ثم قال إنهما في أمتي يوم القيامة ، أما إبراهيم فيقول : أنت دعوتي ، وذريتي ، فاجعلني من أمتك . وأما عيسى فالأنبياء إخوة بنو علات ، أمهاتهم شتى ، وإن عيسى أخي ليس بيني ، وبينه نبي ، وأنا أولى الناس به .

قوله : أنا سيد الناس يوم القيامة : هو سيدهم في الدنيا ، ويوم القيامة . ولكن أشار - صلى الله عليه وسلم - لانفراده فيه بالسؤدد ، والشفاعة دون غيره ، إذ لجأ الناس إليه في ذلك ، فلم يجدوا سواه .

والسيد : هو الذي يلجأ الناس إليه في حوائجهم ، فكان حينئذ سيدا منفردا من بين البشر ، لم يزاحمه أحد في ذلك ، ولا ادعاه ، [ ص: 246 ] كما قال - تعالى - : لمن الملك اليوم لله الواحد القهار [ غافر : 16 ] . والملك له - تعالى - في الدنيا والآخرة ، لكن في الآخرة انقطعت دعوى المدعين لذلك في الدنيا .

وكذلك لجأ إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - جميع الناس في الشفاعة ، فكان سيدهم في الأخرى دون دعوى .

وعن أنس - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله : آتي باب الجنة يوم القيامة ، فأستفتح فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد . فيقول : بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك .

وعن عبد الله بن عمرو : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء ، وماؤه أبيض من الورق ، وريحه أطيب من المسك ، كيزانه كنجوم السماء ، من شرب منه لم يظمأ أبدا .

وعن أبي ذر نحوه ، وقال : طوله ما بين عمان إلى أيلة ، يشخب فيه ميزابان من الجنة .

وعن ثوبان مثله ، وقال : أحدهما من ذهب ، والآخر من ورق .

وفي رواية حارثة بن وهب : كما بين المدينة وصنعاء .

وقال أنس : أيلة وصنعاء .

وقال ابن عمر : كما بين الكوفة ، والحجر الأسود .

وروى حديث الحوض أيضا أنس ، وجابر بن [ ص: 247 ] سمرة ، وابن عمر ، وعقبة بن عامر ، وحارثة بن وهب الخزاعي ، والمستورد ، وأبو برزة الأسلمي ، وحذيفة بن اليمان وأبو أمامة ، وزيد بن أرقم ، وابن مسعود ، وعبد الله بن زيد ، وسهل بن سعد ، وسويد بن جبلة ، وأبو بكر ، وعمر بن الخطاب ، وابن بريدة ، وأبو سعيد الخدري ، وعبد الله الصنابحي ، وأبو هريرة ، والبراء ، وجندب ، وعائشة ، وأسماء بنتا أبي بكر ، وأبو بكرة ، وخولة بنت قيس ، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية