بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

صفحة جزء
( كتاب المعاملة )

وقد يسمى كتاب المساقاة ، والكلام في هذا الكتاب في المواضع التي ذكرناها في المزارعة ، أما معنى المعاملة لغة : فهو مفاعلة من العمل ، وفي عرف الشرع عبارة عن العقد على العمل ببعض الخارج مع سائر شرائط الجواز .

وأما شرعيتها : فقد اختلف العلماء فيها قال أبو حنيفة - عليه الرحمة - : إنها غير مشروعة .

وقال أبو يوسف ومحمد - رحمهما الله - والشافعي - رحمه الله - : مشروعة ، واحتجوا بحديث خيبر أنه عليه الصلاة والسلام دفع نخيلهم معاملة ، ولأبي حنيفة - رحمه الله - أن هذا استئجار ببعض الخارج ، وأنه منهي عنه على ما ذكرنا في كتاب المزارعة ، وقد مر الجواب عن الاستدلال بحديث خيبر فلا نعيده .

( وأما ) ركنها : فهو الإيجاب والقبول على نحو ما ذكرنا فيما تقدم من غير تفاوت .

التالي السابق


الخدمات العلمية