( دوم ) الدال والواو والميم أصل واحد يدل على السكون واللزوم . يقال دام الشيء يدوم ، إذا سكن . والماء الدائم : الساكن .
nindex.php?page=hadith&LINKID=965038ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبال في الماء الدائم ، ثم يتوضأ منه . والدليل على صحة هذا التأويل أنه روي بلفظة أخرى ، وهو أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=965039نهى أن يبال في الماء القائم . ويقال أدمت القدر إدامة ، إذا سكنت غليانها بالماء . قال
الجعدي :
تفور علينا قدرهم فنديمها ونفثؤها عنا إذا حميها غلا
ومن المحمول على هذا وقياسه قياسه ، تدويم الطائر في الهواء; وذلك إذا حلق وكانت له عندها كالوقفة . ومن ذلك قولهم : دومت الشمس في كبد السماء ، وذلك إذا بلغت ذلك الموضع . ويقول أهل العلم بها : إن لها ثم كالوقفة ، ثم تدلك . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
والشمس حيرى لها في الجو تدويم
أي كأنها لا تمضي . وأما قوله يصف الكلاب :
حتى إذا دومت في الأرض راجعه كبر ولو شاء نجى نفسه الهرب
فيقال إنه أخطأ ، وإنما أراد دوت ، فقال دومت ، وقد ذكر هذا في بابه . ويقال :
[ ص: 316 ] دومت الزعفران : دفته; وهو القياس لأنه يسكن فيما يداف فيه . واستدمت الأمر ، إذا رفقت به . وكذا يقولون . والمعنى أنه إذا رفق به ولم يعنف ولم يعجل دام له . قال :
فلا تعجل بأمرك واستدمه فما صلى عصاك كمستديم
وأما قوله :
وقد يدوم ريق الطامع الأمل
فيقولون : يدوم يبل ، وليس هذا بشيء ، إنما يدوم يبقي; وذلك أن اليائس يجف ريقه . والديمة : مطر يدوم يوما وليلة أو أكثر .
ومن الباب أن
عائشة [ رضي الله عنها ] سئلت عن عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالت : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=965040كان عمله ديمة " ، أي دائما . والمعنى أنه كان يدوم عليه ، سواء قلل ، أو كثر ، ولكنه كان لا يخل . تعني بذلك في عبادته صلى الله عليه وسلم . فأما قولهم دومته الخمر ، فهو من ذاك; لأنها تخثره حتى تسكن حركاته . والدأماء : البحر ، ولعله أن يكون من الباب; لأنه ماء مقيم لا ينزح ولا يبرح . قال :
والليل كالدأماء مستشعر من دونه لونا كلون السدوس
[ ص: 317 ]