صفحة جزء
باب الشين والكاف وما يثلثهما

( شكل ) الشين والكاف واللام معظم بابه المماثلة . تقول : هذا شكل هذا ، أي مثله . ومن ذلك يقال أمر مشكل ، كما يقال أمر مشتبه ، أي هذا شابه هذا ، وهذا دخل في شكل هذا ، ثم يحمل على ذلك ، فيقال : شكلت الدابة بشكاله ، وذلك أنه يجمع بين إحدى قوائمه وشكل لها . وكذلك دابة بها شكال ، إذا كان إحدى يديه وإحدى رجليه محجلا . وهو ذاك القياس ; لأن البياض أخذ واحدة وشكلها .

[ ص: 205 ] ومن الباب : الشكلة ، وهي حمرة يخالطها بياض . وعين شكلاء ، إذا كان في بياضها حمرة يسيرة . قال ابن دريد : ويسمى الدم أشكل ، للحمرة والبياض المختلطين منه . وهذا صحيح ، وهو من الباب الذي ذكرناه في إشكال هذا الأمر ، وهو التباسه ; لأنها حمرة لابسها بياض .

قال الكسائي : أشكل النخل ، إذا طاب رطبه وأدرك . وهذا أيضا من الباب ; لأنه قد شاكل التمر في حلاوته ورطوبته وحمرته . فأما قولهم : شكلت الكتاب أشكله شكلا ، إذا قيدته بعلامات الإعراب فلست أحسبه من كلام العرب العاربة ، وإنما هو شيء ذكره أهل العربية ، وهو من الألقاب المولدة . ويجوز أن يكون قد قاسوه على ما ذكرناه ; لأن ذلك وإن لم يكن خطا مستويا فهو مشاكل له .

ومما شذ عن هذا الأصل : شاكل الدابة وشاكلته ، وهو ما علا الطفطفة منه . وقال قطرب : الشاكل : ما بين العذار والأذن من البياض .

ومما شذ أيضا : الشكلاء ، وهي الحاجة ، وكذلك الأشكلة . وبنو شكل : بطن من العرب .

ومن هذا الباب : الأشكل ، وهو السدر الجبلي . قال الراجز :


عوجا كما اعوجت قياس الأشكل



التالي السابق


الخدمات العلمية