صفحة جزء
( عجز ) العين والجيم والزاء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على الضعف ، والآخر على مؤخر الشيء .

فالأول عجز عن الشيء يعجز عجزا ، فهو عاجز ، أي ضعيف . وقولهم إن العجز نقيض الحزم فمن هذا; لأنه يضعف رأيه . ويقولون : " المرء يعجز لا محالة " . ويقال : أعجزني فلان ، إذا عجزت عن طلبه وإدراكه . ولن يعجز الله - تعالى - شيء ، أي لا يعجز الله - تعالى - عنه متى شاء . وفي القرآن : لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا ، وقال تعالى : وما أنتم بمعجزين في الأرض . ويقولون : عجز بفتح الجيم . وسمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سمعت ثعلبا يقول : سمعت ابن الأعرابي يقول : لا يقال عجز إلا إذا عظمت عجيزته .

ومن الباب : العجوز : المرأة الشيخة ، والجمع عجائز . والفعل عجزت تعجيزا . ويقال : فلان عاجز فلانا ، إذا ذهب فلم يوصل إليه . وقال تعالى : يسعون في آياتنا معاجزين . ويجمع العجوز على العجز أيضا ، وربما حملوا على هذا فسموا الخمر عجوزا ، وإنما سموها لقدمها ، كأنها امرأة عجوز . والعجزة وابن العجزة : آخر ولد الشيخ . وأنشد :

[ ص: 233 ]

عجزة شيخين يسمى معبدا

وأما الأصل الآخر فالعجز : مؤخر الشيء ، والجمع أعجاز ، حتى إنهم يقولون : عجز الأمر ، وأعجاز الأمور . ويقولون : " لا تدبروا أعجاز أمور ولت صدورها " . قال : والعجيزة : عجيزة المرأة خاصة إذا كانت ضخمة ، يقال امرأة عجزاء . والجمع عجيزات كذلك . قال الخليل : ولا يقال عجائز ، كراهة الالتباس . وقال ذو الرمة :


عجزاء ممكورة خمصانة قلق     عنها الوشاح وتم الجسم والقصب



وقال أبو النجم :


من كل عجزاء ،     سقوط البرقع بلهاء
لم تحفظ ولم تضيع

والعجز : داء يأخذ الدابة في عجزها ، يقال هي عجزاء ، والذكر أعجز . ومما شبه [ في ] هذا الباب : العجزاء من الرمل : رملة مرتفعة كأنها جبل ، والجمع العجز . وهذا على أنها شبهت بعجيزة ذات العجيزة ، كما قد يشبهون العجيزات بالرمل والكثيب . والعجزاء من العقبان : الخفيفة العجيزة . قال الأعشى :


عجزاء ترزق بالسلي عيالها

[ ص: 234 ] وما تركنا في هذا كراهة التكرار راجع إلى الأصلين اللذين ذكرناهما . وسمعنا من يقول إن العجوز : نصل السيف . وهذا إن صح فهو يسمى بذلك لقدمه كالمرأة العجوز ، وإتيان الأزمنة عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية