( هب ) الهاء والباء معظم بابه الانتباه والاهتزاز والحركة ، وربما دل على رقة شيء .
الأول هبت الريح تهب هبوبا . وهب النائم يهب هبا . ومن أين هببت يا فلان ، كأنه قال : من أين جئت ، من أين انتبهت لنا . وحكي عن
يونس :
[ ص: 5 ] غاب فلان ثم هب . ويقولون : هب يفعل كذا ، كما يقال : طفق يفعل . وهززت السيف فهب هبة . وهبته : هزته ومضاؤه في ضريبته . وسيف ذو هبة . وهب البعير في السير : نشط ، هبابا . قال
لبيد :
فلها هباب في الزمام كأنها صهباء راح مع الجنوب جهامها
وهب التيس للسفاد هبيبا ، واهتب ، وهو مهباب . وهبهبت به : دعوته لينزو . ويقال الهبهبي : الراعي ; والفتى السريع في الخدمة هبهبي . ويقولون : عشنا بذاك هبة من الدهر ، أي سنة ووقتا هب لنا .
والباب الآخر تهبب الثوب : بلي . ويقال لقطع الثوب : هبب . وهبهب السراب : ترقرق . والهبهاب : السراب . وما أقرب هذا من الأول . ومما يشكل عندي معناه قولهم : هبه فعل كذا ، وهبني فعلته ، وظننت أن هذا من باب وهب لأن اللفظة على هذا تدل ، وهو على ذلك مشكل . ويقولون للخيل : هبي ، أي أقبلي . وهذه حكاية صوت .