ذكر 
غزو الإفرنج بالأندلس  
في هذه السنة سير  
محمد بن عبد الرحمن الأموي  ، صاحب 
الأندلس  ، جيشا مع ابنه  
المنذر  إلى بلاد المشركين في جمادى الآخرة ، فساروا ، وقصدوا الملاحة ، وكانت أموال  
لذريق  بناحية 
ألبة  والقلاع  ، فلما عم المسلمون بلدهم بالخراب والنهب ، جمع  
لذريق  عساكره ، وسار يريدهم ، فالتقوا بموضع يقال له 
فج المركوين  ، وبه تعرف هذه الغزاة ، فاقتتلوا ، فانهزم المشركون ، إلا أنهم لم يبعدوا ، واجتمعوا بهضبة بالقرب من موضع المعركة ، فتبعهم المسلمون ، وحملوا عليهم ، واشتد القتال ، فولى الفرنج منهزمين لا يلوون على شيء . وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون . 
وكانت هذه الوقعة ثاني عشر رجب ، وكان عدد ما أخذ من رؤوس المشركين ألفين وأربع مائة واثنين وتسعين رأسا ، وكان فتحا عظيما ، وعاد المسلمون .