صفحة جزء
حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد . قال : بلغني عن الحميدي ، عن ابن عيينة . قال : ذكر لنا عن عون بن عبد الله أنه كان يقول : إن من العصمة أن تطلب الشيء من الدنيا ولا تجده ، قال : وكان يقول : إن من أعظم الخير أن ترى ما أوتيت من الإسلام عظيما ، عند ما زوي عنك من الدنيا .

حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا عمر بن حفص السدوسي ، ثنا عاصم بن علي ، ثنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله . قال : ما أحد ينزل الموت حق منزلته إلا عد غدا ليس من أجله ، كم من مستقبل يوما لا يستكمله ؟ وراج غدا لا يبلغه ؟ لو تنظرون إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره . رواه مسعر عن معن ، عن عون مثله .

حدثنا مخلد بن جعفر ، ثنا جعفر الفريابي ، ثنا محمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن المبارك ، ثنا مسعر ، حدثني معن ، عن عون بن عبد الله ، أنه كان يقول : كم من مستقبل يوما لا يستكمله ؟ ومنتظر غدا لا يبلغه ؟ لو تنظرون إلى الأجل ومسيره ، لأبغضتم الأمل وغروره . رواه ابن عيينة ، عن مسعر ، عن عون ولم يذكر معنا .

حدثناه أبي ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا عبد الجبار ، ثنا سفيان ، عن مسعر ، عن معن ، عن عون مثله .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا مسعر ، عن معن ، عن عون . قال : بينا رجل بمصر في بستان ينكث ، فرفع رأسه فإذا رجل قائم على رأسه بيده مسحاة . قال : فكأنه ازدراه ، قال : فقال : بم تحدث نفسك ؟ فسكت . فقال : تحدث نفسك بالدنيا ، فإن الدنيا أجل [ ص: 244 ] حاضر ، يأكل منها البر والفاجر ، وأما بالآخرة فإن الآخرة أجل صادق ، يفصل فيه بين الحق والباطل . قال : حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم ، قال : فكأنه أعجبه قوله . قال : كنت أحدث نفسي بما وقع في الناس . وذاك في فتنة ابن الزبير . قال : فسل من ذا الذي دعاه فلم يجبه وسأله فلم يعطه وتوكل عليه فلم يكفه ، ووثق به فلم ينجه . قال : فقلت : اللهم سلمني وسلم مني . قال : فتجلت الفتنة ولم يصب مني أحد . رواه أبو أسامة عن مسعر .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا أحمد بن كثير ، ح . وحدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أبو يحيى الرازي ، ثنا هناد بن السري ، قالا : ثنا أبو أسامة ، عن مسعر ، عن معن ، عن عون بن عبد الله بن عتبة . قال : بينا رجل بمصر في بستان زمن فتنة آل الزبير ، جالسا كئيبا حزينا يبكي ينكث في الأرض بشيء معه ، فرفع رأسه فإذا صاحب مسحاة قد مثل له . فقال : ما لي أراك مهموما حزينا ؟ فكأنه ازدراه ، فقال : لا شيء ، فقال : أبالدنيا ؟ فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر ، وإن الآخرة أجل صادق يحكم فيها ملك قادر ، يفصل بين الحق والباطل ، حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم من أخطأ منها شيئا أخطأ الحق . قال : فأعجب بذلك من كلامه . فقال : اهتمامي بما فيه المسلمون . فقال : إن الله سينجيك بشفقتك على المسلمين ، وسل من ذا الذي سأل الله فلم يعطه ، أو دعا الله فلم يجبه ، أو توكل عليه فلم يكفه ، أو وثق به فلم ينجه . قال : فعلقت الدعاء ، فقلت : اللهم سلمني وسلم مني . قال : فتجلت الفتنة ولم تصب منه شيئا . قال مسعر : يرونه الخضر عليه السلام . رواه ابن عيينة عن مسعر ، عن عون من دون معن .

حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان . قال : ثنا إبراهيم بن الحسن ، ثنا عبد الجبار بن العلاء ، ثنا سفيان ، عن مسعر ، عن عون . قال : بينا رجل في حائط في فتنة ابن الزبير ، فذكر نحوه .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ثنا يزيد بن هارون . قال : أخبرني المسعودي عن عون بن عبد الله . أنه كان يكتب بهذه : أما بعد ، فإني أوصيك بوصية الله التي حفظها سعادة لمن [ ص: 245 ] حفظها ، وإضاعتها شقاوة لمن ضيعها ، ورأس التقوى الصبر ، وتحقيقها العمل ، وكمالها الورع ، وأن تقوى الله شرطه الذي اشترط ، وحقه الذي افترض ، والوفاء بعهد الله أن تجعل له ولا تجعل لمن دونه ، فإنما يطاع من دونه بطاعته ، وإنما تقدم الأمور وتؤخر بطاعته ، وأن ينقض كل عهد للوفاء بعهده ، ولا ينقض عهده للوفاء بعهد غيره ، هذا إجماع من القول له تفسير لا يبصره إلا البصير ، ولا يعرفه إلا اليسير .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا الحسن بن هارون ، وأحمد بن نصر ، قالا : ثنا أحمد بن كثير ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا حجاج عن المسعودي ، عن عون . قال : الخير من الله كثير ، ولكنه لا يبصره من الناس إلا يسير ، وهو للناس من الله معروض ، ولكنه لا يبصره من لا ينظر إليه ، ولا يجده من لا يبتغيه ، ولا يستوجبه من لا يعلم به . ألم تروا إلى كثرة نجوم السماء فإنه لا يهتدي بها إلا العلماء . زاد أحمد بن نصر في حديثه : ورأس التقوى الصبر ، وتحقيقها العمل ، وكمالها الورع . ولم يذكر الحسن في روايته حجاجا .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن يحيى المروزي ، ثنا عاصم بن علي ، ثنا المسعودي ، عن عون ، ح . وحدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا أحمد بن كثير ، ثنا أبو النضر ، ثنا عبد الرحمن - يعني المسعودي - عن عون . قال : كان يقال : أزهد الناس في عالم أهله ، وكان يضرب مثل ذلك كالسراج بين أظهر القوم يستصبح الناس منه ، ويقول أهل البيت : إنما هو معنا وفينا ، فلم يفاجئهم إلا وطفئ السراج فأمسك الناس ما استصبحوا من ذلك .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا حجاج بن نصير ، ثنا قرة عن عون . قال : كان يقال : مثل الذي يطلب علم الأحاديث ويترك القرآن ، مثل رجل أخذ باب زريبة فيها غنم ، فمرت به ظباء فاتبعها يطلبها فلم يدركها ، فرجع فوجد غنمه قد خرجت . فلا هذه أدرك ولا هذه أدرك .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا حجاج ، [ ص: 246 ] ثنا قرة ، عن عون . قال : كانوا يمثلون مثل الذي يسمع القرآن إذا قرئ ولا يؤمن ، مثل جيش خرجوا فغنموا فقسموا الغنائم ، فأعطوا بعضهم ولم يعطوا بعضا . فقالوا : كنا جميعا ما شأننا لا نعطى ؟ فقال : إنكم لم تكونوا تؤمنون .

حدثنا عمرو بن أحمد بن عثمان الواعظ ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا محمد بن حسان السمتي ، ثنا أبو المحياة ، عن معن . قال : كان عون بن عبد الله أحيانا يلبس الخز وأحيانا يلبس الصوف والبت ونحوه . قال : فقيل له في ذاك ؟ فقال : ألبس الخز لئلا يستحي ذو الهيئة أن يجلس إلي ، وألبس الصوف لئلا يهابني ضعفاء الناس أن يجلسوا إلي .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني سفيان بن وكيع ، ثنا ابن عيينة ، عن مسعر . قال : قال عون بن عبد الله : قد ورد الأول ، والآخر متعب منتظر ، فأصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه ، فإن الخلق للخالق ، والشكر للمنعم ، وإن الحياة بعد الموت ، والبقاء بعد القيامة .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث بن سعد ، عن ابن عجلان ، عن عون بن عبد الله . قال : إن من تمام التقوى أن تبتغي إلى ما قد علمت منها علم ما لم تعلم ، وإن النقص فيما قد علمت ترك ابتغاء الزيادة فيه ، وإنما يحمل الرجل على ترك ابتغاء الزيادة فيه قلة الانتفاع بما قد علم .

[ حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو يعلى الموصلي ، ثنا محمد بن قدامة . قال : سمعت سفيان الثوري يقول : قال عون بن عبد الله : إن من كمال التقوى أن تبتغي إلى ما قد علمت منها ما لم تعلم ، واعلم أن النقص فيما قد علمت ، ترك ابتغاء الزيادة فيه . وإنما يحمل الرجل على ترك العلم قلة الانتفاع بما قد علم ] .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث بن سعد ، عن ابن عجلان ، عن عون . أنه كان يقول : اليوم المضمار ، وغدا السباق ، والسبقة الجنة ، والغاية النار ، فبالعفو تنجون ، وبالرحمة تدخلون ، وبالأعمال تقتسمون المنازل .

[ ص: 247 ] حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني سفيان بن وكيع ، ثنا ابن عيينة ، عن مسعر . قال : قال عون بن عبد الله : كفى بك من الكبر أن ترى لك فضلا على من هو دونك . وكانوا يقولون : ذلوا عند الطاعة ، وعزوا عند المعصية .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة ، ثنا الليث بن سعد ، عن ابن عجلان ، عن عون بن عبد الله . قال : بحسبك كبرا أن تأخذ بفضلك على غيرك .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا حسين المروزي ، ثنا عبد الله بن المبارك ، ثنا الليث ، ثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث ، عن عون بن عبد الله . قال : إن الله تعالى ليدخل الجنة قوما فيعطيهم حتى يتملوا ، وفوقهم ناس في الدرجات العلى ، فلما نظروا إليهم عرفوهم ، فيقولون : يا ربنا إخواننا كنا معهم ، فبم فضلتهم علينا ؟ فيقول : هيهات هيهات ، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون ، ويظمؤون حين تروون ، ويقومون حين تنامون ، ويشخصون حين تخفضون .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن يحيى المروزي ، ثنا عاصم بن علي ، ثنا المسعودي ، عن عون . قال : كان الفقهاء يتواصون بينهم بثلاث ، ويكتب بذلك بعضهم إلى بعض : من عمل لآخرته كفاه الله دنياه ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس . رواه مسعر عن زيد العمي ، عن عون مثله .

حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني ، ثنا محمد بن عبدوس الهاشمي ، ثنا عباس بن يزيد البحراني ، ثنا وكيع ، عن مسعر به .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الصمد ، ثنا قرة . قال : قال عون بن عبد الله في قوله عز وجل : ( ولا تنس نصيبك من الدنيا ) . قال : إن ناسا يضعونها على غير موضعها ، إنما هي أقبل على طاعة ربك وعبادته .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث . قال : أخبرني محمد بن عجلان ، عن عون بن عبد الله . أنه كان [ ص: 248 ] يقول حين يعظ الناس : إنه ليخشى الله من هو أبرأ منا . وإنا لنخشى من لا يملكنا ، وكيف يخاف البريء أم كيف يأمن المسيء ؟ ثم يقول : ويلي ! يخاف البريء بفضل علمه ، ويأمن المسيء لنقص عقله .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا وكيع بن الجراح ، ثنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله . قال : مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة . فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا ؟ فأنزل الله تعالى : الله نزل أحسن الحديث . ثم نعته ، فقال : كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله . قال : ثم ملوا ملة أخرى ، فقالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا فوق الحديث ودون القصص . قال وكيع : يعنون القرآن ، فأنزل الله تعالى : الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين . قال : فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث ، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا المسعودي ، عن عون . قال : إن الحلم والحياء والعي - عي اللسان لا عي القلب - والفقه من الإيمان ، وهن ما ينقصن من الدنيا ويزدن في الآخرة ، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا ، ألا وإن البذاء والجفاء والبيان من النفاق ، وهن مما يزدن في الدنيا وينقصن من الآخرة ، وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا أحمد بن كثير ، ثنا حجاج ، عن المسعودي ، عن عون . قال : قيل لرجل من الفقهاء : من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، فقال الفقيه : والله إنه ليجعل لنا المخرج وما بلغنا من التقوى ما هو أهله ، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه كما ينبغي ، وإنه ليجعل لنا من أمرنا يسرا وما اتقيناه ، وإنا لنرجو الثالثة : ومن يتق الله يكفر عنه [ ص: 249 ] سيئاته ويعظم له أجرا .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا أحمد بن كثير ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا المسعودي عن عون . قال : كان أخوان في بني إسرائيل ، فقال أحدهما لصاحبه : ما أخوف عمل عملته عندك ؟ فقال : ما عملت عملا أخوف عندي من أني مررت بين قراحي سنبل فأخذت من أحدها سنبلة ، ثم ندمت فأردت أن ألقيها في القراح الذي أخذتها منه فلم أدر أي القراحين هو ، فطرحتها في أحدهما ، فأخاف أن أكون قد طرحتها في القراح الذي لم آخذها منه . فما أخوف عمل عملته أنت عندك ؟ قال :إن أخوف عمل عملته عندي ، إذا قمت في الصلاة أخاف أن أكون أحمل على إحدى رجلي فوق ما أحمل على الأخرى . قال : وأبوهما يسمع كلامهما ، فقال : اللهم إن كانا صادقين فاقبضهما إليك قبل أن يفتتنا ، فماتا . قال : فما ندري أي هؤلاء أفضل ؟ قال يزيد : الأب أرى أفضل .

‌‌‌ حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا عمر بن أيوب ، عن أبي إبراهيم الحسن بن زيد . قال : دخل عون بن عبد الله مسجدا بالكوفة فلف رداءه ثم اتكأ عليه ، وقال : أعمروها ، ولو تتكئوا فيها .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو معمر ، ثنا سفيان ، عن أبي هارون موسى . قال : كان عون يحدثنا ولحيته ترتش بالدموع .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا سفيان بن وكيع ، ثنا ابن عيينة عن مسعر ، عن عون . قال : ما أقبح السيئات بعد السيئات ؟ وما أحسن الحسنات بعد السيئات ؟ وأحسن من ذلك الحسنات بعد الحسنات .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا الحجاج ، عن المسعودي . قال : قال عون بن عبد الله : ما أحسب أحدا تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه .

حدثنا أبو بكر ، ثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا حجاج عن المسعودي ، عن عون . قال : جالسوا التوابين فإنهم أرق الناس قلوبا .

حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا عمرو بن حفص السدوسي ، ثنا عاصم بن علي ، [ ص: 250 ] ثنا المسعودي ، عن عون بن عبد الله . قال : من كان في صورة حسنة ، أو في موضع لا يشينه ، ووسع عليه من الرزق ثم تواضع لله كان من خاصة الله .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث بن سعد ، عن ابن عجلان ، عن عون . أنه قال : من أحسن الله صورته وأحسن رزقه وجعله في منصب صالح ثم تواضع لله ، فهو من خالصي أهل الله .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث بن سعد ، عن ابن عجلان ، عن عون أن ابن مسعود كان يقول : لا تعجل بمدح أحد ولا بذمه ، فإنه رب من يسرك اليوم يسوءك غدا ، ورب من يسوءك اليوم يسرك غدا .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا عياش بن عاصم الكلبي ، حدثني سعيد بن صدقة الكيساني - وكان يقال : إنه من الأبدال - قال : قال عون بن عبد الله : فواتح التقوى حسن النية ، وخواتيمها التوفيق ، والعبد فيما بين ذلك بين هلكات وشبهات ونفس تحطب على شلوها ، وعدو مكيد غير غافل ولا عاجز ، ثم قرأ : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) .

حدثنا أبي رحمه الله ، ثنا أحمد بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد . قال : حدثني محمد بن الحسين . قال : ثنا عبيد بن يعيش . قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه . قال : سمعت عون بن عبد الله يقول : رأينا صدأ القلوب إنما يكون من كثرة غير الذنوب ، ورأينا جلاءها إنما يكون من قبل التوبة ، حتى تدع القلوب كالسيف النقي المرهف .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني محمد بن الحسن ، ثنا شهاب بن عباد ، ثنا سويد بن عمرو الكلبي ، عن مسلمة بن جعفر ، حدثني أبو العجل الأسدي . قال : قال عون بن عبد الله : قلب التائب بمنزلة الزجاجة يؤثر فيه جميع ما أصابها ، والموعظة إلى قلوبهم سريعة وهم إلى الرقة أقرب ، فداووها من الذنوب بالتوبة ، فلرب تائب دعته توبته إلى الجنة حتى أوفدته عليها ، وجالسوا التوابين فإن رحمة الله [ ص: 251 ] إلى التوابين أقرب .

حدثنا محمد بن أحمد بن محمد العبدي ، حدثني أبي ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا بكر بن محمد البصري ، ثنا سالم بن نوح ، عن عمر بن موسى القرشي ، عن عون بن عبد الله . قال : جرائم التوابين منصوبة بالندامة نصب أعينهم ، لا تقر للتائب في الدنيا عين كلما ذكر ما اجترح على نفسه .

حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أبي ، عن عبد الله بن محمد ، حدثني محمد بن الحسين ، ثنا عياش بن عاصم الكلبي ، ثنا سلمة الأعور ، عن عون بن عبد الله بن عتبة قال : اهتمام العبد بذنبه داع إلى تركه ، وندمه عليه مفتاح للتوبة ، ولا يزال العبد يهتم بالذنب حتى يكون أنفع له من بعض حسناته .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا عبد الله بن رجاء ، ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله . أن عبد الله كان يقول : إن العباد في فسحة من ستر الله ما أقاموا العبادة ، ولم يهريقوا دما حراما . قال : وكان عبد الله إذا خرج من بيته . قال : بسم الله توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله . قال محمد بن كعب القرظي : هذا في القرآن : اركبوا فيها بسم الله ، وقال : على الله توكلنا .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو مسلم ، ثنا عبد الله بن رجاء ، ثنا المسعودي ، عن عون . قال : قال عبد الله : لا تحلفوا بحلف الشيطان ، أن يقول أحدكم : وعزة الله ، ولكن قولوا كما قال الله عز وجل : والله رب العزة ، وقال رجل لعبد الله : إني أخاف أن أكون منافقا . قال : لو كنت منافقا ما خفت ذلك .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سليمان بن داود الطيالسي ، ثنا مطرف بن معقل الشقري . قال أبي - وكان ثقة حدثنا عنه يحيى - قال :حدثني عون بن عبد الله . قال : الدنيا والآخرة في قلب ابن آدم ككفتي الميزان ، ترجح إحداهما بالأخرى ، وما تحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه . قال عون : وذلك أنه فيه . قال : وسمعت عونا يقول : إن صاحب عمل الآخرة لا يفجأك إلا سرك مكانه ، وإن صاحب عمل [ ص: 252 ] الدنيا لا يفجأك إلا ساءك مكانه . قال : وسمعت عونا يقول : ما اجتمع رجلان فتفرقا حتى يعقد الشيطان في قلب كل واحد منهما عقدة ، فإن لقي أخاه فسلم عليه حلت العقدة ، وإلا كانت العقدة كما هي . قال : وسمعت عونا يقول : إذا سرك أن تنظر إلى الرجل أحسن ما يكون عليه حالا ; فانظر إليه وهو قائم يصلي .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ثنا أبو عامر القيسي ، ثنا قرة ، عن عون . قال : إن الله ليكره عبده على البلاء كما يكره أهل المريض مريضهم وأهل الصبي صبيهم على الدواء ، ويقولون : اشرب هذا فإن لك في عاقبته خيرا .

حدثنا عبد الله ، ثنا أحمد أبو أسامة ، ثنا مسعر ، عن عون . قال : الصوم من الحلال أن تدخله ومن الحرام أن تخرجه .

حدثنا عبد الله ، ثنا أحمد ، ثنا أحمد ، ثنا أبو النضر ، ثنا عبد الرحمن ، عن عون . قال : أفضل الصيام الصيام من أربع : من المطعم والمأثم والمحرم ، وأن تفطر على صدقة .

حدثنا عبد الله ، ثنا أحمد ، ثنا أحمد ، ، ثنا يزيد بن هارون قال : أنبأنا المسعودي عن عون . قال : يخرج لابن آدم يوم القيامة دواوين : ديوان فيه الحسنات وديوان فيه السيئات ، وديوان فيه النعم ، فلا تخرج حسنة إلا خرجت نعمة تستوعبها ، وتبقى السيئات لله فيها المشيئة .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا أحمد بن كثير ، ثنا داود ، ثنا المسعودي ، عن عون . قال : كان رجل يجالس قوما فترك مجالستهم ; فأتي في منامه وقيل له : تركت مجالستهم ؟ لقد غفر الله لهم بعدك سبعين مرة .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا أحمد بن كثير ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني . قال : أخبرني أبو سلمة الحمصي . قال : حدثني يحيى بن جابر . قال : قدم علينا عون فقعدنا إليه في المسجد فوعظنا موعظة لم نسمع بمثلها ، ثم قال : أين مسجدكم الذي كان يصلي فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فذهبنا به إليه فتوضأ وصلى فيه ركعتين ، ثم قال : هل من مريض نعوده ؟ قلنا : نعم ، فأتينا يزيد بن ميسرة ، فلما قعدنا وعظنا موعظة أنستنا التي [ ص: 253 ] كانت قبلها ، فاستوى يزيد بن ميسرة وهو مريض . فقال : بخ بخ ! لقد استعرضت بحرا عريضا ، واستخرجت منه نهرا غريضا ، ونصبت عليه شجرا كثيرا ، فإن كان شجرك مثمرا أكلت وأطعمت ، وإن كان شجرك غير مثمر فإن في أصل كل شجرة فأسا ، ثم قال ابن ميسرة لعون : ثم ماذا ؟ فقال عون : ثم تقطع ، قال ابن ميسرة : ثم ماذا ؟ قال عون : ثم توقد النار ، فسكت ابن ميسرة . قال عون : ما وقعت من قلبي موعظة كموعظة يزيد بن ميسرة .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن نصر ، ثنا أحمد بن كثير ، ثنا أبو معاوية الضرير . قال : أنبأنا عاصم الأحول عن عون . قال : اجعلوا حوائجكم اللاتي تهمكم في الصلاة المكتوبة ، فإن الدعاء فيها كفضلها على النافلة .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عبيد الله بن عمرو القواريري ، حدثني حرمي بن عمارة ، ثنا زافر بن سليمان ، عن عبد الله بن بكير ، عن محمد بن سوقة ، عن عون بن عبد الله في قوله تعالى : لأقعدن لهم صراطك المستقيم . قال : طريق مكة .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن العباس الأخرم ، ثنا حفص بن عمر الربالي ، ثنا أبو بحر البكراوي ، ثنا قرة بن خالد . قال : سمعت عون بن عبد الله ، يقول : إذا أعطيت المسكين شيئا ، فقال : بارك الله فيك ، فقل أنت : بارك الله فيك ، حتى تخلص لك صدقتك .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو زرعة الدمشقي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا مالك بن مغول . قال : سمعت عون بن عبد الله يقول : سألت أم الدرداء : ما كان فضل عمل أبي الدرداء ؟ قالت : التفكر والاعتبار .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا عبد الله بن رجاء ، ثنا المسعودي عن عون . قال : لما أتت عبد الله - يعني ابن مسعود - وفاة عتبة - يعني أخاه - بكى ، فقيل له : أتبكي ؟ قال : كان أخي في النسب ، وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أحب مع ذلك أني كنت قبله ، أن يموت فأحتسبه ، أحب إلي من أن أموت فيحتسبني .

[ ص: 254 ] حدثنا سليمان ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا عبد الله بن رجاء ، ثنا المسعودي ، عن عون . أن ابن مسعود كان يقول : يا بادئ لا بداء لك ، يا دائم لا نفاد لك ، يا حي تحيي الموتى ، أنت القائم على كل نفس بما كسبت .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا المسعودي ، ح . وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم قالا عن 11974 أبي حازم ، عن عون . أنه كان يقول : المؤمن موالف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو يحيى الرازي ، ثنا عبد الله بن عمران . قال : ثنا ابن إدريس . قال : سمعت هارون بن عنترة يقول عن عون بن عبد الله ، قال : قال عبد الله : صل من كان أبوك يصله ، فإن صلة الميت في قبره أن تصل من كان أبوك يواصل .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو موسى الأنصاري ، ثنا سفيان بن عيينة . قال : قال عون بن عبد الله : الخير الذي لا شر فيه : الشكر مع العافية ، فكم من منعم عليه غير شاكر ، وكم من مبتلى غير صابر ، وكان يقول : الحمد لله الذي إذا شئت أي ساعة من ليل أو نهار وضعت عنده سري بغير شفيع ، فيقضي لي حاجتي ، ربي عز وجل ، والحمد لله الذي أدعوه فيجيبني ، وإن كنت بطيئا حين يدعوني .

أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد في كتابه ، ثنا الحسن بن علي . قال : ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، ثنا سماعة بن هلال . قال : سمعت عون بن عبد الله ، يقول : يدخل فقراء المهاجرين [ الجنة ] قبل أغنيائهم بسبعين خريفا ، مثله كمثل سفينتين في هذا البحر ، مرت واحدة وليس فيها شيء ، فقال صاحب البحر : خلوا سبيلها ، ومرت الأخرى موقرة فحبست لينظر ما فيها .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا هاشم بن القاسم ، ثنا الأشجعي ، ثنا موسى الجهني ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، أنه كان يقول : يا ويح نفسي ، كيف أغفل ولا يغفل عني ؟ أم كيف [ ص: 255 ] تهنئني معيشتي واليوم الثقيل ورائي ؟ أم كيف يشتد عجبي بدار في غيرها قراري وخلدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية