( 
فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنا لصادقون   ) 
قوله تعالى : ( 
فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنا لصادقون   ) 
اعلم أن الملائكة لما بشروا 
إبراهيم  بالولد وأخبروه بأنهم مرسلون لعذاب قوم مجرمين ذهبوا بعد ذلك إلى 
لوط  وإلى آله ، وأن 
لوطا  وقومه ما عرفوا أنهم ملائكة الله ، فلهذا قال لهم : 
  ( إنكم قوم منكرون   ) وفي تأويله وجوه   : 
الأول : أنه إنما وصفهم بأنهم منكرون ; لأنه عليه الصلاة والسلام ما عرفهم ، فلما هجموا عليه استنكر منهم ذلك وخاف أنهم دخلوا عليه ; لأجل شر يوصلونه إليه ، فقال هذه الكلمة . 
والثاني : أنهم كانوا شبابا مردا حسان الوجوه ، فخاف أن يهجم قومه عليه بسبب طلبهم فقال هذه الكلمة . 
والثالث : أن النكرة ضد المعرفة فقوله : ( 
إنكم قوم منكرون   ) أي : لا أعرفكم ، ولا أعرف أنكم من أي الأقوام ، ولأي غرض دخلتم علي ، فعند هذه الكلمة قالت الملائكة : ( 
بل جئناك بما كانوا فيه يمترون   ) أي : بالعذاب الذي كانوا يشكون في نزوله ، ثم أكدوا ما ذكروه بقولهم : ( 
وأتيناك بالحق   ) قال 
الكلبي    : بالعذاب ، وقيل : باليقين والأمر الثابت الذي لا شك فيه وهو عذاب أولئك الأقوام ، ثم أكدوا هذا التأكيد بقولهم : ( 
وإنا لصادقون   ) .