( 
ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور   ) 
ثم قال تعالى : ( 
ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور   ) 
لما ذكر آية سماوية بقوله : ( 
ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر   ) وأشار إلى السبب والمسبب ذكر 
آية أرضية ، وأشار إلى السبب والمسبب فقوله : ( 
الفلك تجري   ) إشارة إلى المسبب وقوله : ( 
بنعمة الله   ) إشارة إلى السبب أي إلى الريح التي هي بأمر الله ( 
ليريكم من آياته   ) يعني يريكم بإجرائها بنعمته ( 
من آياته   ) أي بعض آياته ، ثم قال تعالى : ( 
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور   ) صبار في الشدة ، شكور في الرخاء ; وذلك لأن 
المؤمن متذكر عند الشدة والبلاء عند النعم والآلاء ، فيصبر إذا أصابته نقمة ، ويشكر إذا أتته نعمة ، وورد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم “ 
الإيمان نصفان ؛ نصف صبر ، ونصف شكر “ إشارة إلى أن التكاليف أفعال وتروك ، والتروك صبر عن المألوف كما قال عليه الصلاة والسلام “ 
الصوم صبر ، والأفعال شكر على المعروف “ .