صفحة جزء
قال المصنف رحمه الله تعالى ( ويكره أن يبنى على القبر مسجدا ، لما روى أبو مرثد الغنوي رضي الله عنه { أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى إليه وقال : لا تتخذوا قبري وثنا ، فإنما هلكت بنو إسرائيل لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } قال الشافعي رحمه الله : وأكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجدا مخافة الفتنة عليه ، وعلى من بعده من الناس ) .


( الشرح ) حديث أبي مرثد رواه مسلم مختصرا قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا [ ص: 289 ] إليها } وثبت معناه عن جماعة من الصحابة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد } رواه البخاري ومسلم رحمهما الله وعن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما قالا { : لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه ، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه قال وهو كذلك : لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - يحذر ما صنعوا } رواه البخاري ومسلم ، وأبو مرثد - بفتح الميم والثاء المثلثة واسمه كناز - بفتح الكاف وتشديد النون - وآخره زاي ابن حصين ، ويقال ابن الحصين الغنوي - بفتح الغين المعجمة والنون - توفي بالشام سنة ثنتي عشرة ، وقيل : سنة إحدى وهو ابن ست وستين سنة ، وحضر هو وابنه مرثد بدرا . واتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهورا بالصلاح أو غيره ، لعموم الأحاديث ، قال الشافعي والأصحاب : وتكره الصلاة إلى القبور ، سواء كان الميت صالحا أو غيره قال الحافظ أبو موسى : قال الإمام أبو الحسن الزعفراني رحمه الله : ولا يصلى إلى قبره ، ولا عنده تبركا به وإعظاما له للأحاديث ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية