صفحة جزء
( 2308 ) مسألة : قال : ( ثم لا يزال يلبي إذا علا نشزا ، أو هبط واديا ، وإذا التقت الرفاق ، وإذا [ ص: 132 ] غطى رأسه ناسيا ، وفي دبر الصلوات المكتوبة ) يستحب استدامة التلبية ، والإكثار منها على كل حال ; لما روى ابن ماجه ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما من مسلم يضحي لله ، يلبي حتى تغيب الشمس ، إلا غابت بذنوبه ، فعاد كما ولدته أمه } . وهي أشد استحبابا في المواضع التي سمى الخرقي ; لما روى جابر ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي في حجته إذا لقي راكبا ، أو علا أكمة ، أو هبط واديا ، وفي أدبار الصلوات المكتوبة ، ومن آخر الليل } . وقال إبراهيم النخعي : كانوا يستحبون التلبية دبر الصلاة المكتوبة ، وإذا هبط واديا ، وإذا علا نشزا ، وإذا لقي راكبا ، وإذا استوت به راحلته . وبهذا قال الشافعي .

وقد كان قبل يقول مثل قول مالك : لا يلبي عند اصطدام الرفاق . وقول النخعي يدل على أن السلف ، رحمهم الله ، كانوا يستحبون ذلك ، والحديث يدل عليه أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية