[ ص: 95 ] فصل : 
وينبغي أن يكون الحاكم قويا من غير عنف ، لينا من غير ضعف ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، ويكون حليما ، متأنيا ، ذا فطنة وتيقظ ، لا يؤتى من غفلة ، ولا يخدع لغرة ، صحيح السمع والبصر ، عالما بلغات أهل ولايته ، عفيفا ، ورعا ، نزها ، بعيدا من الطمع ، صدوق اللهجة ، ذا رأي ومشورة ، لكلامه لين إذا قرب ، وهيبة إذا أوعد ، ووفاء إذا وعد ، ولا يكون جبارا ، ولا عسوفا ، فيقطع ذا الحجة عن حجته . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي  رضي الله عنه : لا ينبغي أن يكون القاضي قاضيا حتى تكون فيه خمس خصال ; عفيف ، حليم ، عالم بما كان قبله ، يستشير ذوي الألباب ، لا يخاف في الله لومة لائم . وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز  رضي الله عنه ، قال : ينبغي للقاضي أن تجتمع فيه سبع خلال ، إن فاتته واحدة كانت فيه وصمة : العقل ، والفقه ، والورع ، والنزاهة ، والصرامة ، والعلم بالسنن ، والحكم . ورواه 
سعيد    . وفيه : يكون فهما ، حليما ، عفيفا ، صلبا ، سآلا عما لا يعلم . 
وفي رواية : محتملا للأئمة ; ولا يكون ضعيفا ، مهينا ، لأن ذلك يبسط المتخاصمين إلى التهاتر والتشاتم بين يديه ، وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  رضي الله عنه : لأعزلن فلانا عن القضاء ، ولأستعملن رجلا إذا رآه الفاجر فرقه . 
( 8224 ) فصل : وله أن ينتهر الخصم إذا التوى ، ويصيح عليه ، وإن استحق التعزير عزره بما يرى من أدب أو حبس . وإن افتات عليه بأن يقول : حكمت علي بغير الحق . أو : ارتشيت . فله تأديبه . وله أن يعفو . 
وإن بدأ المنكر باليمين ، قطعها عليه ، وقال : البينة على خصمك . فإن عاد نهره ، فإن عاد عزره إن رأى . وأمثال ذلك مما فيه إساءة الأدب ، فله مقابلة فاعله ، وله العفو .