صفحة جزء
النوع الثالث : صلوات معينة سوى ذلك ، منها صلاة الضحى ، وهي مستحبة ; لما روى أبو هريرة قال : { أوصاني خليلي بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أرقد } . متفق عليه . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : { أوصاني حبيبي بثلاث لن أدعهن ما عشت : بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وصلاة الضحى ، وأن لا أنام حتى أوتر } . وروى أبو ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى } . رواهما مسلم .

فأقلها ركعتان لهذا الخبر ، وأكثرها ثمان في قول أصحابنا ; لما روت أم هانئ ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة ، وصلى ثماني ركعات ، فلم أر صلاة قط أخف منها ، غير أنه يتم الركوع والسجود } . متفق عليه . ووقتها إذا علت الشمس واشتد حرها ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { صلاة الأوابين حين ترمض الفصال } . رواه مسلم . قال بعض أصحابنا : لا تستحب المداومة عليها ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يداوم عليها ، { قالت عائشة : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قط } . متفق عليه . وعن عبد الله بن شقيق ، قال : { قلت لعائشة : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ؟ قالت : لا ، إلا أن يجيء من مغيبه } . رواه مسلم .

وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى : { ما حدثني أحد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ ، فإنها حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة ، فصلى ثماني ركعات ، ما رأيته قط صلى صلاة أخف منها ، غير أنه كان يتم الركوع والسجود } . متفق عليه . ولأن في المداومة عليها تشبيها بالفرائض . وقال أبو الخطاب : تستحب المداومة عليها ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها أصحابه . وقال : { من حافظ على شفعة الضحى غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر } . قال الترمذي : لا نعرفه إلا من حديث النهاس بن قهم . ولأن أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه .

التالي السابق


الخدمات العلمية