كشاف القناع عن متن الإقناع

البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

صفحة جزء
( ويكره الصوت والضجة عند رفعها ) لأنه محدث ( وكذا ) رفع الصوت ( معها ) أي : مع الجنازة ( ولو بقراءة وذكر ) { لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تتبع الجنازة بصوت أو نار } رواه أبو داود ( بل يسن ) القراءة والذكر ( سرا ) وإلا الصمت .

( ويسن ) لمتبع الجنازة ( أن يكون متخشعا متفكرا في مآله ) أي : أمره الذي يئول إليه ويرجع ( متعظا بالموت وبما يصير إليه الميت ) قال سعيد بن معاذ " ما تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هو مفعول بها " ( ويكره ) لمتبع الجنازة ( التبسم ، والضحك أشد ) منه ( والتحدث في أمر الدنيا كذا مسحه بيديه أو بشيء عليها تبركا ) وقيل : بمنعه كالقبر وأولى .

قال أبو المعالي : هو بدعة يخاف منه على الميت قال وهو قبيح في الحياة ، فكذا بعد الموت ، وفي الفصول : يكره قال : ولهذا منع أكثر العلماء من مس القبر ، فكيف بالجسد ؟ ولأنه بعد الموت كالحياة ، ثم حال الحياة يكره أن يمس بدن الإنسان للاحترام وغيره سوى المصافحة وروى ابن الخلال في أخلاق أحمد : أن علي بن عبد الصمد الطيالسي مسح يده على أحمد ، ثم مسحها على يديه ، وهو ينظر فغضب شديدا ، وجعل ينفض يده ، ويقول عمن أخذتم هذا ؟ وأنكره شديدا .

( وقول القائل مع الجنازة : استغفروا له ونحوه بدعة ) عند أحمد وكرهه ( وحرمه أبو حفص ) نقل ابن منصور : ما يعجبني وروى سعيد أن ابن عمر وسعيد بن جبير قالا لقائل ذلك : " لا غفر الله لك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية