مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

صفحة جزء
( فائدتان : الأولى ) حيث ذكر الاشتقاق في أسماء الله تعالى فالمراد منه أن المعنى المذكور ملحوظ في ذلك الاسم وإلا فشرط المشتق أن يكون مسبوقا بالمشتق منه .

وأسماء الله تعالى قديمة ; لأنها من كلامه حتى أنكر قوم إطلاق الاشتقاق للإبهام وقالوا : إنما يقال في مثل اسمه السلام فيه معنى السلامة وفي الرحمن فيه معنى الرحمة .

قالوا والأشياء مشتقة من الأسماء لحديث { هي الرحم وأنا الرحمن اشتققت لها اسما من اسمي }

وقال حسان :

فشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد

وفيه نظر ( الثانية ) نقل الدماميني في حاشية البخاري عن بعض المتأخرين أنه قال صفات الله تعالى التي على صيغة المبالغة كرحيم وغفور كلها مجاز إذ هي موضوعة للمبالغة ولا مبالغة فيها ; لأن المبالغة هي أن تثبت لشيء أكثر مما له وإنما يكون ذلك فيما يقبل الزيادة والنقص وصفاته تعالى منزهة عن ذلك قال : وهي فائدة حسنة انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية