ثم أرسل السلطان الملك الظاهر جيشا هائلا إلى بلاد سيس ، فجاسوا خلال الديار وفتحوا سيس عنوة ، وأسروا ابن ملكها وقتلوا أخاه ، ونهبوها وقتلوا أهلها ، وأخذوا بثأر الإسلام وأهله منهم; وذلك أنهم كانوا أضر شيء على المسلمين زمن التتار ، لما أخذوا مدينة حلب وغيرها أسروا من نساء المسلمين وأطفالهم خلقا كثيرا وجما غفيرا ، ثم كانوا بعد ذلك يغيرون على بلاد المسلمين في زمن هولاكو ، فكبته الله وأهانه على يدي أنصار الإسلام ، ولله الحمد والمنة كثيرا دائما ، وكانت النصرة عليهم في يوم الثلاثاء العشرين من ذي القعدة من هذه السنة ، وجاءت الأخبار بذلك إلى البلاد وضربت البشائر .
وفي الخامس والعشرين من ذي الحجة دخل السلطان الملك الظاهر دمشق المحروسة وبين يديه ابن صاحب سيس وجماعة من ملوك الأرمن أسارى أذلاء صغرة والعساكر صحبته ، وكان يوما مشهودا . ثم سار إلى الديار المصرية مؤيدا منصورا مسرورا محبورا ولله الحمد ، وطلب صاحب سيس أن يفادي ولده من السلطان فقال : لا نفاديه إلا بأسير لنا عند التتار يقال له : سنقر الأشقر . فذهب صاحب سيس إلى ملك التتر ، فتذلل وتخضع له ، حتى أطلق له سنقر الأشقر فأطلق السلطان ابن صاحب سيس .
التالي
السابق