ألم تر تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد مما صنع الكفرة من الأباطيل أي ألم تنظر 
إلى الذين بدلوا نعمت الله أي شكر نعمته تعالى الواجب عليهم ووضعوا موضعه 
كفرا عظيما وغمطا لها فالكلام على تقدير مضاف حذف وأقيم المضاف إليه مقامه وهو المفعول الثاني و 
كفرا المفعول الأول وتوهم بعضهم عكس ذلك وقد لا يحتاج إلى تقدير على معنى أنهم بدلوا النعمة نفسها كفرا لأنهم لما كفروها سلبوها فبقوا مسلوبيها موصوفين بالكفر وقد ذكر هذا كالأول 
 nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري  والوجهان كما في الكشف خلافا لما قرره 
الطيبي  وتابعه عليه غيره متفقان في أن التبديل ها هنا تغيير في الذات إلا أنه واقع بين الشكر والكفر أو بين النعمة نفسها والكفر والمراد بهم أهل 
مكة  فإن الله سبحانه أسكنهم حرمه وجعلهم قوام بيته وأكرمهم 
بمحمد  صلى الله عليه وسلم فكفروا نعمة الله تعالى بدل ما ألزمهم من الشكر العظيم أو أصابهم الله تعالى بالنعمة والسعة لإيلافهم الرحلتين فكفروا نعمته سبحانه فضربهم جل جلاله بالقحط سبع سنين وقتلوا وأسروا يوم 
بدر  فحصل لهم الكفر بدل النعمة وبقي ذلك طوقا في أعناقهم . 
وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم  وصححه 
 nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير   nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني  وغيرهم من طرق عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي  كرم الله تعالى وجهه أنه قال في هؤلاء المبدلين هما الأفجران من 
قريش  بنو أمية  وبنو المغيرة  فأما 
بنو المغيرة  فقطع الله تعلى دابرهم يوم 
بدر  وأما 
بنو أمية  فمتعوا إلى حين . 
وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  في تاريخه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر  وغيرهما عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  رضي الله تعالى عنه مثل ذلك . 
وجاء في رواية كما في جامع الأصول هم والله كفار 
قريش   . 
وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  رضي الله تعالى عنهما أنه قال : هم 
جبلة بن الأيهم  والذين اتبعوه من 
العرب  فلحقوا 
بالروم  ولعله رضي الله تعالى عنه لا يريد أنها نزلت في 
جبلة  ومن معه لأن قصتهم كانت في خلافة 
 nindex.php?page=showalam&ids=2عمر  رضي الله تعالى عنه إنما يريد أنها تخص من فعل فعل 
جبلة  إلى يوم القيامة 
وأحلوا أي أنزلوا 
قومهم بدعوتهم إياهم لما هم فيه من الضلال ولم يتعرض لحلولهم لدلالة الإحلال عليه إذ هو فرع الحلول كما قالوا في قوله تعالى في 
فرعون   : 
يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار  . 
دار البوار  . (28) . أي الهلاك من بار يبور بوارا وبورا قال الشاعر : . 
فلم أر مثلهم أبطال حرب غداة الحرب إذ خيف البوار 
وأصله كما قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب  فرط الكساد ولما كان فرط الكساد يؤدي إلى الفساد كما قيل كسد حتى فسد عبر به عن الهلاك