صفحة جزء
ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون

قوله تعالى : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن فيه ثلاثة تأويلات :

[ ص: 286 ] أحدها : أن التي هي أحسن قول لا إله إلا الله ، قاله ابن عباس .

الثاني : الكف عنهم عند بذل الجزية منهم وقتالهم إن أبوا ، قاله مجاهد .

الثالث : أنهم إن قالوا شرا فقولوا لهم خيرا ، رواه ابن أبي نجيح .

ويحتمل تأويلا رابعا : وهو أن يحتج لشريعة الإسلام ولا يذم ما تقدمها من الشرائع .

إلا الذين ظلموا منهم فيه أربعة أقاويل :

أحدها : أنهم أهل الحرب ، قاله مجاهد .

الثاني : من منع الجزية منهم ، رواه خصيف .

الثالث : ظلموا بالإقامة على كفرهم بعد قيام الحجة عليهم ، قاله ابن زيد .

الرابع : ظلموا في جدالهم فأغلظوا لهم ، قاله ابن عيسى .

واختلف في نسخ ذلك على قولين :

أحدهما : أنها منسوخة; قاله قتادة .

الثاني : أنها ثابتة .

وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم الآية ، فروى سلمة عن أبي هريرة قال : كان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية فيفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم) وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم إلى قوله : مسلمون أي مخلصون وفيه قولان :

أحدهما : أنه يقوله لأهل الكتاب ، قاله مجاهد .

الثاني : يقوله لمن آمن ، قاله السدي .

[ ص: 287 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية