صفحة جزء
[ ص: 445 ] ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون

ويجعلون لله ما يكرهون : لأنفسهم من البنات ومن شركاء في رياستهم، ومن الاستخفاف برسلهم، والتهاون برسالاتهم، ويجعلون له أرذل أموالهم ولأصنامهم أكرمها، وتصف ألسنتهم : مع ذلك، أن لهم الحسنى : عند الله، كقوله: ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى [فصلت: 50]، وعن بعضهم أنه قال لرجل من ذوي اليسار: كيف تكون يوم القيامة إذا قال الله تعالى: هاتوا ما دفع إلى السلاطين وأعوانهم، فيؤتى بالدواب والثياب وأنواع الأموال الفاخرة، وإذا قال: هاتوا ما دفع إلي فيؤتى بالكسر والخرق وما لا يؤبه له، أما تستحي من ذلك الموقف؟ وقرأ هذه الآية، وعن مجاهد : "أن لهم الحسنى"، هو قول قريش: لنا البنون، وأن لهم الحسنى: بدل من الكذب، وقرئ: "الكذب" جمع كذوب، صفة للألسنة، مفرطون قرئ: مفتوح الراء ومكسورها مخففا ومشددا، فالمفتوح بمعنى: مقدمون إلى النار معجلون إليها، من أفرطت فلانا، وفرطته في طلب الماء، إذا قدمته، وقيل: منسيون متروكون، من أفرطت فلانا خلفي إذا خلفته ونسيته، والمكسور المخفف، من الإفراط في المعاصي، والمشدد، من التفريط في الطاعات وما يلزمهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية