1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. تفسير سورة الأنبياء
  4. تفسير قوله تعالى والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين
صفحة جزء
والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين

أحصنت فرجها : إحصانا كليا من الحلال والحرام جميعا ؛ كما قالت : ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا [مريم : 20 ] .

فإن قلت : نفخ الروح في الجسد عبارة عن إحيائه ؛ قال الله تعالى : فإذا سويته ونفخت فيه من روحي [مريم : 72 ] ، أي : أحييته ، وإذا ثبت ذلك كان قوله : فنفخنا فيها من روحنا : ظاهر الإشكال ؛ لأنه يدل على إحياء مريم .

قلت : معناه نفخنا الروح في عيسى فيها ، أي : أحييناه في جوفها ؛ ونحو ذلك أن يقول الزمار : نفخت في بيت فلان ، أي : نفخت في المزمار في بيته ، ويجوز أن يراد : وفعلنا النفخ في مريم من جهة روحنا وهو جبريل -عليه السلام- لأنه نفخ في جيب درعها [ ص: 164 ] فوصل النفخ إلى جوفها .

فإن قلت : هلا قيل : آيتين كما قال : وجعلنا الليل والنهار آيتين [الإسراء : 12 ] .

قلت : لأن حالهما بمجموعهما آية واحدة ؛ وهي ولادتها إياه من غير فحل .

التالي السابق


الخدمات العلمية