1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. تفسير سورة الروم
  4. تفسير قوله تعالى ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السمآء مآء فيحى به الأرض بعد موتها
صفحة جزء
ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون

في "يريكم" وجهان : إضماران ، وإنزال الفعل منزلة المصدر ، وبهما فسر المثل : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه . وقول القائل [من الوافر ] :


وقالوا ما تشاء ؟ فقلت : ألهو . . . إلى الإصباح آثر ذي أثير



[ ص: 573 ] "خوفا" من الصاعقة أو من الإخلاف "وطمعا" في الغيث . وقيل : خوفا للمسافر ، وطمعا للحاضر ، وهما منصوبان على المفعول له . فإن قلت : من حق المفعول له أن يكون فعلا لفاعل الفعل المعلل ؛ والخوف والطمع ليسا كذلك . قلت : فيه وجهان ، أحدهما : أن المفعولين فاعلون في المعنى ، لأنهم راءون ، فكأنه قيل : يجعلكم رائين البرق خوفا وطمعا . والثاني : أن يكون على تقدير حذف المضاف ، أي : إرادة خوف وإرادة طمع ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه . ويجوز أن يكون حالين ؛ أي : خائفين وطامعين . وقرئ : "ينزل" بالتشديد .

التالي السابق


الخدمات العلمية