صفحة جزء
وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا

( وقال الذين لا يرجون ) لا يأملون . ( لقاءنا ) بالخير لكفرهم بالبعث ، أو لا يخافون لقاءنا بالشر على لغة تهامة ، وأصل اللقاء الوصول إلى الشيء ومنه الرؤية فإنه وصول إلى المرئي ، والمراد به الوصول إلى جزائه ويمكن أن يراد به الرؤية على الأول . ( لولا ) هلا . ( أنزل علينا الملائكة ) فتخبرنا بصدق محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل فيكونوا رسلا إلينا . ( أو نرى ربنا ) فيأمرنا بتصديقه واتباعه . ( لقد استكبروا في أنفسهم ) أي في شأنها حتى أرادوا لها ما يتفق لأفراد من الأنبياء الذين هم أكمل خلق الله في أكمل أوقاتها وما هو أعظم من ذلك .

( وعتوا ) وتجاوزوا الحد في الظلم . ( عتوا كبيرا ) بالغا أقصى مراتبه حيث عاينوا المعجزات القاهرة فأعرضوا عنها ، واقترحوا لأنفسهم الخبيثة ما سدت دونه مطامح النفوس القدسية ، واللام جواب قسم محذوف وفي الاستئناف بالجملة حسن وإشعار بالتعجب من استكبارهم وعتوهم كقوله :


وجارة جساس أبأنا بنابها . . . كليبا علت ناب كليب بواؤها



التالي السابق


الخدمات العلمية