صفحة جزء
وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

[ ص: 256 ]

( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ) ضرب مثل للمؤمن والكافر ، والفرات الذي يكسر العطش والسائغ الذي يسهل انحداره ، والأجاج الذي يحرق بملوحته . وقرئ «سيغ » بالتشديد و «سيغ » بالتخفيف و «ملح » على فعل . ( ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها ) استطراد في صفة البحرين وما فيهما من النعم ، أو تمام التمثيل والمعنى : كما أنهما وإن اشتركا في بعض الفوائد لا يتساويان من حيث إنهما لا يتساويان فيما هو المقصود بالذات من الماء ، فإنه خالط أحدهما ما أفسده وغيره عن كمال فطرته ، لا يتساوى المؤمن والكافر وإن اتفق اشتراكهما في بعض الصفات كالشجاعة والسخاوة لاختلافهما فيما هو الخاصية العظمى وهي بقاء أحدهما على الفطرة الأصلية دون الآخر ، أو تفضيل للأجاج على الكافر بما يشارك فيه العذب من المنافع . والمراد بـ ( الحلية ) اللآلئ واليواقيت . ( وترى الفلك فيه ) في كل . ( مواخر ) تشق الماء بجريها . ( لتبتغوا من فضله ) من فضل الله بالنقلة فيها ، واللام متعلقة بـ ( مواخر ) ، ويجوز أن تتعلق بما دل عليه الأفعال المذكورة . ( ولعلكم تشكرون ) على ذلك وحرف الترجي باعتبار ما يقتضيه ظاهر الحال .

التالي السابق


الخدمات العلمية