صفحة جزء
وامرأته أي: [جاءته الرسل بالبشرى أي ذكروها له] والحال أن زوجة إبراهيم التي هي كاملة المروءة وهي سارة قائمة قيل: على باب الخيمة [لأجل] ما لعلها [ ص: 331 ] تفوز به من المعاونة على خدمتهم، فسمعت البشارة بالولد التي دل عليها فيما مضى قوله: بالبشرى فضحكت أي: تعجبت من تلك البشرى لزوجها مع كبره، وربما ظنته من غيرها لأنها - مع أنها كانت عقيما - عجوز، فهو من إطلاق المسبب على السبب [إشارة إلى أنه تعجب عظيم] فبشرناها أي: فتسبب عن تعجبها أنا أعدنا لها البشرى مشافهة بلسان الملائكة تشريفا لها وتحقيقا أنه منها بإسحاق تلده ومن وراء إسحاق يعقوب أي: يكون يعقوب ابنا لإسحاق، والذي يدل على [ما] قدرته - من أنهم بشروه بالولد قبل امرأته فسمعت فعجبت - ما يأتي عن نص التوراة، والحكم العدل على ذلك كله قوله تعالى في الذاريات: قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها - الآية.

التالي السابق


الخدمات العلمية