صفحة جزء
خالدين فيها بعد دخولهم لا يبغون أي يريدون أدنى إرادة [ ص: 150 ] عنها حولا [أي تحولا -] لأنه لا مزيد عليها، دفعا لما قد يتوهم من أن الأمر كما في الدنيا من أن كل أحد في أي نعيم كان يشتهي ما هو أعلى منه لأن طول الإقامة قد يورث السآمة، بل هم في غاية الرضى بها، لما فيها من أنواع الملاذ التي لا حصر لها ولا انقضاء، لا يشتهي أحد منهم غير ما عنده سواء كان في الفردوس أو فيما دونه، وهو تعريض بالكفرة في أنهم يصطرخون في النار ربنا أخرجنا منها وذلك عكس ما كان في الدنيا من ركون الكفار إليها، ومحبتهم في طول البقاء فيها، وعزوف المؤمنين عنها، وشوقهم إلى ربهم بمفارقتها.

التالي السابق


الخدمات العلمية