صفحة جزء
ولما بدأ بالعالم العلوي لكونه أشرف لأنه أعلى مكانة ومكانا، ثنى بالسفلي فقال تعالى: وإذا الأرض أي [على - ] ما لها من الصلابة والثخانة والكثافة، وأشار بالبناء للمفعول إلى سهولة الفعل فيها عليه سبحانه وتعالى وسرعة انفعالها مع كونه أعجب من انشقاق السماء فإنه ربما كان في الشيء لوهيه من تطاول مرور الزمان عليه بخلاف المد فقال: مدت أي بسطت بسط الأديم ومطت فامتطت فزيد في سعتها جدا بعد أن تمهدت فصارت دكاء فزالت جبالها وآكامها وتلالها، فلا ترى فيها عوجا ولا أمتا كما أن الأديم إذا مد كان كذلك فزال تثنيه واتسع.

التالي السابق


الخدمات العلمية