صفحة جزء
آ. (10) قوله : فارغا : خبر "أصبح" أي: فارغا من العقل، أو من الصبر، أو من الحزن. وهو أبعدها. ويرده قراءات تخالفه: فقرأ فضالة والحسن "فزعا" بالزاي، من الفزع. وابن عباس "قرعا" بالقاف وكسر الراء وسكونها، من قرع رأسه: إذا انحسر شعره. والمعنى: خلا من كل شيء، وانحسر عنه كل شيء، إلا ذكر موسى. وقيل: الساكن الراء مصدر قرع يقرع أي: أصيب. وقرئ "فرغا" بكسر الفاء وسكون الراء. والغين معجمة، أي: هدرا. كقوله:


3585 - فإن يك قتلى قد أصيبت نفوسهم فلن يذهبوا فرغا بقتل حبال



"فرغا" حال من "بقتل". وقرأ الخليل "فرغا" بضم الفاء والراء وإعجام الغين، من هذا المعنى.

قوله: "إن كادت لتبدي" "إن": إما مخففة، وإما نافية. واللام: إما فارقة، وإما بمعنى إلا.

قوله: "لولا أن ربطنا" جوابها محذوف أي: لأبدت، كقوله: "وهم بها [ ص: 654 ] لولا أن رأى برهان ربه". و "لتكون من المؤمنين" متعلق بـ "ربطنا". والباء في "به" مزيدة في المفعول أي: لتظهره وقيل: ليست زائدة بل سببية. والمفعول محذوف أي: لتبدي القول بسبب موسى أو بسبب الوحي. فالضمير يجوز عوده على موسى أو على الوحي.

التالي السابق


الخدمات العلمية