صفحة جزء
آ . (22) قوله : وصدق الله ورسوله : من تكرير الظاهر تعظيما كقوله : [ ص: 110 ]

3687 - لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... ... ... ...



ولأنه لو أعادهما مضمرين لجمع بين اسم الباري تعالى واسم رسوله في لفظة واحدة ، فكان يقال : وصدقا ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد كره ذلك ، ورد على من قاله حيث قال : " من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى " . وقال له : " بئس خطيب القوم أنت . قل : ومن يعص الله ورسوله " قصدا إلى تعظيم الله . وقيل : إنما رد عليه لأنه وقف على " يعصهما " . وعلى الأول استشكل بعضهم قوله [عليه السلام ] : " حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " فقد جمع بينهما في ضمير واحد . وأجيب : بأن النبي صلى الله عليه وسلم أعرف بقدر الله تعالى منا فليس لنا أن نقول كما يقول .

قوله : " وما زادهم " فاعل " زادهم " ضمير الوعد أي : وما زادهم وعد الله أو الصدق . وقال مكي : " ضمير النظر ; لأن قوله : " لما رأى " بمعنى : لما نظر " . وقال أيضا : " وقيل : ضمير الرؤية . وإنما ذكر لأن تأنيثها غير حقيقي " ولم يذكر غيرهما . وهذا عجيب منه ; حيث حجر واسعا مع الغنية عنه .

وقرأ ابن أبي عبلة " وما زادوهم " بضمير الجمع . ويعود للأحزاب ; [ ص: 111 ] لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرهم أن الأحزاب تأتيهم بعد عشر أو تسع .

التالي السابق


الخدمات العلمية