صفحة جزء
آ . (54) قوله : وحيل : قد تقدم فيه الإشمام والكسر أول البقرة والقائم مقام الفاعل ضمير المصدر أي : وحيل هو أي الحول . ولا تقدره مصدرا مؤكدا بل مختصا حتى يصح قيامه . وجعل الحوفي القائم مقام الفاعل " بينهم " واعترض عليه : بأنه كان ينبغي أن يرفع . وأجيب عنه بأنه إنما بني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن . ورده الشيخ : بأنه لا يبنى المضاف إلى غير متمكن مطلقا ، فلا يجوز : " قام غلامك " ولا " مررت بغلامك " بالفتح . قلت وقد تقدم في قوله : لقد تقطع بينكم ما يغنينا عن إعادته هنا . ثم قال الشيخ : " وما يقول قائل ذلك في قول الشاعر :


3756 - ... ... ... ... وقد حيل بين العير والنزوان



فإنه نصب " بين " مضافة إلى معرب . وخرج أيضا على ذلك قول الآخر : [ ص: 208 ]

3757 - وقالت متى يبخل عليك ويعتلل     يسؤك وإن يكشف غرامك تدرب



أي : يعتلل هو أي الاعتلال " .

قوله : " من قبل " متعلق بـ " فعل " أو " بأشياعهم " أي : الذين شايعوهم قبل ذلك الحين .

قوله : " مريب " قد تقدم أنه اسم فاعل من أراب أي : أتى بالريب ، أو دخل فيه ، وأربته أي : أوقعته في الريبة . ونسبة الإرابة إلى الشك مجاز . وقال الزمخشري هنا : " إلا أن ها هنا فريقا : وهو أن المريب من المتعدي منقول ممن يصح أن يكون مريبا ، من الأعيان ، إلى المعنى ، ومن اللازم منقول من صاحب الشك إلى الشك ، كما تقول : شعر شاعر " وهي عبارة حسنة مفيدة . وأين هذا من قول بعضهم : " ويجوز أن يكون أردفه على الشك ، ليتناسق آخر الآية بالتي قبلها من مكان قريب " . وقول ابن عطية : " المريب أقوى ما يكون من الشك وأشده " . وقد تقدم تحقيق الريب أول البقرة وتشنيع الراغب على من يفسره بالشك .

[تمت بعون الله سورة سبأ ]

التالي السابق


الخدمات العلمية