آ . (3) قوله :
هل من خالق غير الله : قرأ الأخوان " غير " بالجر نعتا لـ "
خالق " على اللفظ . و "
من خالق " مبتدأ مزاد فيه " من " . وفي خبره قولان ، أحدهما : هو الجملة من قوله : "
يرزقكم " . والثاني : أنه محذوف تقديره : لكم ونحوه ، وفي "
يرزقكم " على هذا وجهان ، أحدهما : أنه صفة أيضا لـ " خالق " فيجوز أن يحكم على موضعه بالجر اعتبارا باللفظ ، وبالرفع اعتبارا بالموضع . والثاني : أنه مستأنف .
وقرأ الباقون بالرفع . وفيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه خبر المبتدأ . والثاني : أنه صفة لـ "
خالق " على الموضع . والخبر : إما محذوف ، وإما "
يرزقكم " . والثالث : أنه مرفوع باسم الفاعل على جهة الفاعلية ; لأن اسم الفاعل قد اعتمد على أداة الاستفهام . إلا أن الشيخ توقف في مثل هذا ; من حيث إن اسم الفاعل وإن اعتمد ، إلا أنه لم تحفظ فيه زيادة " من " قال : " فيحتاج مثله إلى سماع " ولا يظهر التوقف ; فإن شروط الزيادة والعمل موجودة . وعلى هذا الوجه فـ "
يرزقكم " : إما صفة أو مستأنف . وجعل الشيخ استئنافه أولى قال : " لانتفاء صدق "
خالق " على " غير الله " بخلاف كونه صفة فإن الصفة تقيد ، فيكون ثم خالق غير الله لكنه ليس برازق " .
وقرأ
الفضل بن إبراهيم النحوي " غير " بالنصب على الاستثناء . والخبر
[ ص: 213 ] "
يرزقكم " أو محذوف و "
يرزقكم " مستأنف ، أو صفة . وقوله :
لا إله إلا هو مستأنف .