آ . (10) قوله :
من كان يريد : شرط جوابه مقدر ، ويختلف تقديره باختلاف التفسير في قوله :
من كان يريد العزة فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : " معناه من كان يريد العزة بعبادة الأوثان ، فيكون تقديره : فليطلبها " . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : " من كان يريد العزة وطريقه القويم ويحب نيلها على وجهها ، فيكون تقديره
[ ص: 217 ] على هذا : فليطلبها " . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : " من كان يريد علم العزة ، فيكون التقدير : فلينسب ذلك إلى الله تعالى " . وقيل : من كان يريد العزة التي لا تعقبها ذلة ، فيكون التقدير : فهو لا ينالها . ودل على هذه الأجوبة قوله : "
فلله العزة " وإنما قيل : إن الجواب محذوف ، وليس هو هذه الجملة لوجهين ، أحدهما : أن العزة لله مطلقا ، من غير ترتبها على شرط إرادة أحد . الثاني : أنه لا بد في الجواب من ضمير يعود على اسم الشرط ، إذا كان غير ظرف ، ولم يوجد هنا ضمير . و "
جميعا " حال ، والعامل فيها الاستقرار .
قوله : "
إليه يصعد " العامة على بنائه للفاعل من " صعد " ثلاثيا ، "
الكلم الطيب " برفعهما فاعلا ونعتا .
وعلي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود " يصعد " من أصعد ، " الكلم الطيب " منصوبان على المفعول والنعت . وقرئ " يصعد " مبنيا للمفعول . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية : " قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك " يصعد " بضم الياء " لكنه لم يبين كونه مبنيا للفاعل أو للمفعول .
قوله : "
والعمل الصالح " العامة على الرفع . وفيه وجهان ، أحدهما : أنه معطوف على "
الكلم الطيب " فيكون صاعدا أيضا . و "
يرفعه " على هذا استئناف إخبار من الله تعالى بأنه يرفعهما ، وإنما وحد الضمير ، وإن كان المراد الكلم والعمل ذهابا بالضمير مذهب اسم الإشارة ، كقوله :
عوان بين ذلك . وقيل : لاشتراكهما في صفة واحدة ، وهي الصعود . والثاني : أنه مبتدأ ،
[ ص: 218 ] و "
يرفعه " الخبر ، ولكن اختلفوا في فاعل "
يرفعه " على ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه ضمير الله تعالى أي : والعمل الصالح يرفعه الله إليه . والثاني : أنه ضمير العمل الصالح . وضمير النصب على هذا فيه وجهان ، أحدهما : أنه يعود على صاحب العمل ، أي يرفع صاحبه . والثاني : أنه ضمير الكلم الطيب أي : العمل الصالح يرفع الكلم الطيب . ونقل عن ابن عباس . إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية منع هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقال : " لا يصح ; لأن مذهب أهل السنة أن الكلم الطيب مقبول ، وإن كان صاحبه عاصيا " . والثالث : أن ضمير الرفع للكلم ، والنصب للعمل ، أي : الكلم يرفع العمل .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى بنصب " العمل الصالح " على الاشتغال ، والضمير المرفوع للكلم أو لله تعالى ، والمنصوب للعمل .
قوله : "
يمكرون السيئات " يمكرون أصله قاصر فعلى هذا ينتصب "
السيئات " على نعت مصدر محذوف أي : المكرات السيئات ، أو نعت لمضاف إلى المصدر أي : أصناف المكرات السيئات . ويجوز أن يكون "
يمكرون " مضمنا معنى يكسبون فينتصب "
السيئات " " مفعولا به .
قوله : "
هو يبور " " هو " مبتدأ و "
يبور " خبره . والجملة خبر قوله : "
ومكر أولئك " . وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي nindex.php?page=showalam&ids=14803وأبو البقاء أن يكون " هو " فصلا بين المبتدأ وخبره . وهذا مردود : بأن الفصل لا يقع قبل الخبر إذا كان فعلا ، إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=13990الجرجاني [ ص: 219 ] جوز ذلك . وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أيضا أن يكون " هو " تأكيدا . وهذا مردود بأن المضمر لا يؤكد الظاهر .