الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (9) قوله : فتثير : عطف على " أرسل " ; لأن أرسل بمعنى المستقبل ، فلذلك عطف عليه ، وأتى بأرسل لتحقق وقوعه و " تثير " لتصور الحال واستحضار الصورة البديعة كقوله : أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة كقول تأبط شرا : [ ص: 216 ]

                                                                                                                                                                                                                                      3761 - ألا من مبلغ فتيان فهم بما لاقيت عند رحا بطان




                                                                                                                                                                                                                                      بأني قد لقيت الغول تهوي     بسهب كالصحيفة صحصحان




                                                                                                                                                                                                                                      فقلت لها : كلانا نضو أرض     أخو سفر فخلي لي مكاني




                                                                                                                                                                                                                                      فشدت شدة نحوي فأهوت     لها كفي بمصقول يمان




                                                                                                                                                                                                                                      فأضربها بلا دهش فخرت     صريعا لليدين وللجران



                                                                                                                                                                                                                                      حيث قال : فأضربها ليصور لقومه حاله وشجاعته وجرأته .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : " فسقناه " و " أحيينا " معدولا بهما عن لفظ الغيبة إلى ما هو أدخل في الاختصاص وأدل عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " كذلك النشور " مبتدأ ، وخبره مقدم عليه ، والإشارة إلى إحياء الأرض بالمطر ، والتشبيه واضح بليغ .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية