صفحة جزء
آ. (5) قوله: بل كذبوا : هذا إضراب ثان. قال الزمخشري : "إضراب أتبع الإضراب قبله للدلالة على أنهم جاؤوا بما هو أفظع من تعجبهم، وهو التكذيب بالحق". وقال الشيخ : "وكأن هذا الإضراب الثاني بدل بداء من الأول". قلت: وإطلاق مثل هذا في [ ص: 19 ] كتاب الله لا يجوز البتة. وقيل: قبل هذه الآية جملة مضرب عنها. تقديرها: ما أجادوا النظر، بل كذبوا. وما قاله الزمخشري أحسن.

والعامة على تشديد "لما" وهي: إما حرف وجوب لوجوب، أو ظرف بمعنى حين، كما عرفته. وقرأ الجحدري بكسر اللام وتخفيف الميم على أنها لام الجر دخلت على "ما" المصدرية، وهي نظير قولهم: "كتبته لخمس خلون" أي: عندها.

قوله: مريج أي: مختلط. قال أبو واقد :


4089 - مرج الدين فأعددت له مشرف الأقطار محبوك الكتد



وقال آخر:


4090 - فجالت والتمست به حشاها     فخر كأنه خوط مريج



وأصله من الحركة والاضطراب ومنه: مرج الخاتم في إصبعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية