صفحة جزء
آ. (4) قوله: من ذنوبكم : في "من" هذه أوجه، أحدها: أنها تبعيضية. والثاني: أنها لابتداء الغاية. والثالث: أنها لبيان [ ص: 468 ] الجنس وهو مردود لعدم تقدم ما تبينه. الرابع: أنها مزيدة. قال ابن عطية: "وهو مذهب كوفي". قلت: ليس مذهبهم ذلك; لأنهم يشترطون تنكير مجرورها ولا يشترطون غيره. والأخفش لا يشترط شيئا، فزيادتها هنا ماش على قوله، لا على قولهم.

قوله: ويؤخركم إلى أجل قال الزمخشري : "فإن قلت: كيف قال: "ويؤخركم" مع إخباره بامتناع تأخيره؟ قلت: قضى الله أن قوم نوح إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة. فقيل لهم: إن آمنتم أخرتم إلى الأجل الأطول، ثم أخبرهم أنه إذا جاء ذلك الأجل الأمد لا يؤخر". انتهى. وقد تعلق بهذه الآية من يقول بالأجلين. وتقدم جوابه. وقوله: لو كنتم تعلمون جوابها محذوف أي: لبادرتم إلى ما أمركم به.

التالي السابق


الخدمات العلمية