[ ص: 149 ] سورة الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
آ. (1) قوله :
قل هو الله أحد : في "هو" وجهان، أحدهما: أنه ضمير عائد على ما يفهم من السياق، فإنه يروى في الأسباب: أنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صف لنا ربك وانسبه. وقيل: قالوا له: أمن نحاس هو أم من حديد؟ فنزلت. وحينئذ يجوز أن يكون "الله" مبتدأ، و "أحد" خبره. والجملة خبر الأول. ويجوز أن يكون "الله" بدلا، و "أحد" الخبر. ويجوز أن يكون "الله" خبرا أول، و "أحد" خبرا ثانيا. ويجوز أن يكون "أحد" خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أحد. والثاني: أنه ضمير الشأن لأنه موضع تعظيم، والجملة بعده خبره مفسرة.
وهمزة "أحد" بدل من واو، لأنه من الوحدة، وإبدال الهمزة من الواو المفتوحة. وقيل: منه "امرأة أناة" من الونى وهو الفتور. وتقدم الفرق بين "أحد" هذا و "أحد" المراد به العموم، فإن همزة ذاك أصل
[ ص: 150 ] بنفسها. ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن همزة "أحد" هذا غير مقلوبة، بل أصل بنفسها كالمراد به العموم، والمعروف الأول. وفرق ثعلب بين "واحد" وبين "أحد" بأن الواحد يدخله العد والجمع والاثنان، و "أحد" لا يدخله ذلك. ويقال: الله أحد، ولا يقال: زيد أحد; لأن لله تعالى هذه الخصوصية، وزيد له حالات شتى. ورد عليه الشيخ: بأنه يقال: أحد وعشرون ونحوه فقد دخله العدد" انتهى. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي: "إن أحدا أصله وأحد، فأبدلت الواو همزة فاجتمع ألفان، لأن الهمزة تشبه الألف، فحذفت إحداهما تخفيفا" .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي الله أحد دون "قل" وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم "أحد" بغير "قل هو" وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش: "قل هو الله الواحد" .
وقرأ العامة بتنوين "أحد" وهو الأصل.
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=11795وأبان بن عثمان وابن أبي إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن وأبو السمال nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو في رواية في عدد كثير بحذف التنوين لالتقاء الساكنين كقوله:
[ ص: 151 ] 4675 - عمرو الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف
وقال آخر:
4676 - فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا