أسرار التكرار في القرآن

الكرماني - محمود بن حمزة الكرماني

صفحة جزء
سورة الحج

315 - قوله تعالى : يوم ترونها ، وبعده : وترى الناس سكارى محول على : أيها المخاطب ، كما سبق في قوله : وترى الفلك .

316 - قوله : ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير في هذه السورة ، وفي لقمان : ولا هدى ولا كتاب منير ؛ لأن ما في هذه السورة وافق ما قبلها من الآيات ، وهي : قدير " 6 " ، القبور " 7 " ، وكذلك في لقمان وافق ما قبلها وما بعدها ، وهي : الحمير " 19 " ، السعير " 21 " ، الأمور " 22 " .

317 - قوله : من بعد علم شيئا بزيادة " من " لقوله تعالى : من تراب ثم من نطفة الآية ، وقد سبق في النحل .

318 - قوله : ذلك بما قدمت يداك ، وفي غيرها : " أيديكم " ؛ لأن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث ، وقيل : في أبي جهل ، فوحده ، وفي غيرها نزلت في الجماعة التي تقدم ذكرهم .

319 - قوله : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى . [ ص: 181 ] قدم الصابئين لتقدم زمانهم ، وقد تقدم في البقرة .

320 - قوله : يسجد له من في السماوات ، سبق في الرعد .

321 - قوله : كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ، وفي السجدة : منها أعيدوا فيها ؛ لأن المراد بالغم : الكرب ، والأخذ بالنفس ، حتى لا يجد صاحبه متنفسا . وما قبله من الآيات يقتضي ذلك ، وهو : قطعت لهم ثياب من نار ، إلى قوله : من حديد . فمن كان في ثياب من نار ، وفوق رأسه حميم يذوب من حره أحشاء بطنه حتى يذوب ظاهر جلده ، وعليه موكلون يضربونه بمقامع من حديد ، كيف يجد سرورا ، أو يجد متنفسا من تلك الكرب التي عليه ، وليس في السجدة من هذا ذكر ، وإنما قبلها : فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها .

322 - قوله : وذوقوا ، وفي السجدة : وقيل لهم ذوقوا القول ههنا مضمر ، وخص بالإضمار لطول الكلام بوصف العذاب . وخصت السجدة بالإظهار موافقة للقول قبله في مواضع منها : أم يقولون افتراه ، وقالوا أإذا ضللنا ، و قل يتوفاكم ، و حق القول . وليس في الحج شيء منه .

323 - قوله : إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار مكررة ، وموجب هذا التكرار قوله : هذان خصمان ؛ لأنه لما ذكر أحد الخصمين وهو : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ؛ لم يكن بد من ذكر الخصم الآخر ، فقال : إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية .

[ ص: 182 ] 324 - قوله : وطهر بيتي للطائفين والقائمين ، وفي البقرة : للطائفين والعاكفين ، وحقه أن يذكر هناك ؛ لأن ذكر العاكف ههنا سبق في قوله : سواء العاكف فيه والباد ، ومعنى والقائمين والركع السجود : المصلون ، وقيل : القائمون ، بمعنى المقيمين ، وهم العاكفون ، لكن لما تقدم ذكرهم عبر عنهم بعبارة أخرى .

325 - قوله : فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كرر ؛ لأن الأول متصل بكلام إبراهيم ، وهو اعتراض ، ثم أعاده مع قوله : والبدن جعلناها لكم .

326 - قوله : فكأين من قرية أهلكناها ، وبعده : وكأين من قرية أمليت لها . خص الأول بذكر الإهلاك لاتصاله بقوله : فأمليت للكافرين ثم أخذتهم . أي : أهلكتهم .

والثاني بالإملاء ؛ لأن قبله : ويستعجلونك بالعذاب ، فحسن ذكر الإملاء .

327 - قوله : وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ، وفي سورة لقمان : من دونه الباطل ؛ لأن في هذه السورة وقع بعد عشر آيات ، كل آية مؤكدة مرة أو مرتين ، ولهذا أيضا زيد في السورة اللام في قوله : وإن الله لهو الغني الحميد .

[ ص: 183 ] وفي لقمان : إن الله هو الغني الحميد إذا لم تكن سورة لقمان بهذه الصفة .

وإن شئت قلت : لما تقدم في هذه السورة ذكر الله سبحانه وذكر الشيطان أكدهما ، فإنه خبر وقع بين خبرين ، ولم يتقدم في لقمان ذكر الشيطان ، فأكد ذكر الله تعالى ، وأهمل ذكر الشيطان . وهذه دقيقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية