صفحة جزء
فإذا النجوم طمست [8].

رفعت النجوم بإضمار فعل مثل هذا؛ لأن ( إذا ) ههنا بمنزلة حروف المجازاة، فإن قال قائل: قد قال سيبويه في قول الله جل وعز: ( وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ) إذا جواب بمنزلة الفاء، وإنما صارت جوابا بمنزلة الفاء؛ لأنها لا يبتدأ بها كما لا يبتدأ بالفاء، فقد ابتدئ بها ههنا، وأنت تقول: إذا قمت قمت مبتدأ. قال أبو جعفر : فلم أعلم أحدا غلط سيبويه في هذا، والحجة له أن ( إذا ) إذا كانت للمفاجأة لم يبتدأ [ ص: 115 ] بها نحو قوله: ( إذا هم يقنطون ) وإذا كانت بمعنى المجازاة ابتدئ بها، ولكن قد عورض سيبويه بأن الفاء تدخل عليها، فكيف تكون عوضا منها؟ فالجواب أنها إنما تدخل توكيدا، وجواب ( فإذا النجوم طمست ) ( ويل يومئذ للمكذبين ) وقيل: الفاء محذوفة، وقيل: الجواب محذوف.

التالي السابق


الخدمات العلمية