معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين ؛ المعنى: ولا من المشركين؛ الذين كفروا من أهل الكتاب.

اليهود والمشركون في هذا الوضع عبدة الأوثان؛ أن ينـزل عليكم من خير من ربكم ؛ ويقرأ: " أن ينزل عليكم " ؛ بالتخفيف والتثقيل جميعا؛ ويجوز في العربية: " أن [ ص: 189 ] ينزل عليكم " ؛ ولا ينبغي أن يقرأ بهذا الوجه الثالث؛ إذ كان لم يقرأ به أحد من القراء المشتهرين؛ وموضع " من خير " : رفع؛ المعنى: ما يود الذين كفروا والمشركون أن ينزل عليكم خير من ربكم؛ ولو كان هذا في الكلام لجاز؛ ولا المشركون؛ ولكن المصحف لا يخالف؛ والأجود ما ثبت في المصحف أيضا؛ ودخول " من " ؛ ههنا؛ على جهة التوكيد؛ والزيادة؛ كما في " ما جاءني من أحد " ؛ و " ما جاءني أحد " . وقوله - عز وجل -: والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ؛ أي: يختص بنبوته من يشاء من أخبر - عز وجل - أنه مختار.

التالي السابق


الخدمات العلمية